بعد صلب يسوع تشتّت التلاميذ، وإختبأوا... إذ أنه بعد الخيبة الكبيرة والفشل الذريع، يفضّل الإنسان التقوقع والإنغلاق وتسكير أبواب المستقبل ونوافذ الأمل والإنسحاب من أرض المعركة.
يلجأ الإنسان الخائب إلى أمرٍ غريب جداً، يلجأ إلى القبور، فيعيد نبشها وتفريغ ما في داخلها ونشر سمومها وروائحها النتنة، لا أعلم إن كان إنتقاماً من ذاته أو غيره أو بحثاً عن الموت لذاته أو لغيره، فيزيد الطين بلّة، وتشتدّ المأساة حتّى الإنفجار والموت....لكنَّ الَّذين إختارهم الربّ، كما يقول القدّيس بولس، الَّذين قدّسهم بالروح، وخلّصهم برشّ دمه، تفيض عليهم النعمة والسلام في قلب المحن والتجارب...
ذهبت المجدليّة إلى قبر يسوع، لكنّها وجدته فارغاً إلّا من الأكفان، وهذا ما إكتشفه أيضاً بطرس ويوحنا... إختبروا بعد المِحنة العظمى "ولادة جديدة لرجاء حيّ" إختبروا القيامة وليس الفساد والخيبة والذبول...
قد تمتحن بمرض أو فشل أو محنة أو موت أحد أعزّائك، وهذا يكون إمتحان الإيمان، كإمتحان النار للذهب، فإمّا تذهب إلى القبر وتنغلق على ذاتك وتكفر بالله والحياة والأقارب والجيران والأصدقاء والأهل والأبناء والأخوة... أو أنه "تحرسك قوّة الله بالإيمان" تحزن قليلاً لكن ليس كالَّذين لا رجاء لهم، وتخرج من نار المحن أكثر مدحاً ومجداً وكرامة، "وتبتهج إبتهاجاً مجيداً لا وصف له" لأنّ المسيح يشرق لك في ظلمة قبرك نوراً عظيماً، يخرجك إلى مجد القيامة لتبلغ غاية إيمانك وحياتك، أي خلاص نفسك...
عند المحن والفشل والخيبات لا تذهب بها إلى القبور حيث مثوى الأموات بل خذها إلى يسوع ليحوّلها إلى ينابيع نعمة تفجّر حياةً... آميـــــــن.
نهار مبارك
/الخوري كامل كامل/