بعد السقوط في الخطيّة إكتشف آدم وحوّاء أنّهما عريانين.
لأنّهما فقدا النعمة.
لأنّهما فقدا وحدتهما مع الله بالعصيان.
وبالإنفصال عنه بإرادتهما.
تشتّت "النوس" أي الذهن بحسب تعبير الآباء القدّيسين.
تشتّت نفس الإنسان وفقد سلامه وأصبح ذهنه وقلبه وإرادته فاسداً إذ تلوّث بالشرّ وإنحرفت معرفته خارجاً عن الله.
كما فقد وحدته بالآخر وشحّت محبّته وصار يدين الآخر.
أظلمت نفسه وأفرغت ذاته من كلّ نور.
فأخذ له أوراق تين يتستّر بها ليخفي عريه.
وما زال حتَّى اليوم يتستّر بأوراق التين الَّتي لا تلبث أن تيبس وتقع وهي عاجزة عن أن تغطّي عريه!
وهي متنوّعة جدًّا :
بعضها من الأخلاق والأنسنة والتديّن الشكليّ والدهريّة والتذاكي البشريّ.
وبعضها من العلوم الإنسانيّة والفلسفة البشريّة.
وبعضها من العلوم الزائفة والوعود الكاذبة.
وبعضها من المعارف الغنوصيّة والباطنيّة والوثنيّة والسحر والعرّافة والشعوذات والممارسات الشعبيّة الموروثة والمنحرفة.
وبعضها من الوصفات الخلاصيّة والتأمّلات النيرفانيّة...
تنوّعت أوراق التين وتلوّنت وصار لها طعم ومذاقات متعدّدة بحسب الطلب وبحسب الهوى والمزاج.
أوراق الطاقة الإيجابيّة والأحلام الزهريّة!
لكل واحد أوراقه النسبيّة المفصّلة على قياسه.
صارت الحقيقة المطلقة أوراق تين ملوّنة بألوان نصف قوس قزح !!
والإنسانيّة إلى خراب لأنّ كلَّ محاولات التستّر الخارجيّة بأوراق تين وقتيّة لا فائدة منها !
وحده دم المسيح الفادي المهراق على الصليب يشفي النفس بالكليَّة ويستر عري الإنسان !!
وحده الرجوع إلى أحضان الله الآب بالتوبة القلبيّة الصادقة يستر و يعطي السلام!
"توبوا فقد إقترب ملكوت السماوات" !!
/جيزل فرح طربيه/