كتب بولس رسالته الى أهل فيليبي وهو في السجن، لكن رغم السلاسل والقيود والمعاملة السيئة نجحت بشارته وشهادته للانجيل مع الجنود والحرّاس والسجناء.
حوّل القيود إلى علامة رجاء اشتهرت في دار الولاية كلّها وفي كل مكان، لم تمنعه السلاسل من عيش الانجيل والتبشير به بفرح.
يردّد بولس في رسالته وهو تحت الشدّة كلمات الفرح والحب.
مصدر الفرح المسيح لا أحد سواه، "المسيح فرحنا" في كل الظروف ووسط الآلام لا بل يتجلى أكثر حين نشاركه آلامه.
أما الحب فهو مشاعر مقدسة موجهة إلى الجميع وليس الى فئة معينة أو أشخاص محددين، فمن يُحب يفرح ويرجو وينمو في القداسة.
حوّل بولس سجنه إلى واحة من الفرح، لم يفكر في آلامه بل وجد في قيوده فرصة رائعة لعيش الحب أثّرتْ بالسجّان والسجين والجندي ورجل الدولة والقاضي والكثير من الإخوة الذين "وَثِقُوا بالرَّبِّ مِن خِلالِ قُيُودِي، فَٱزْدَادُوا جُرْأَةً على النُّطْقِ بِكَلِمَةِ اللهِ بِغَيْرِ خَوْف".
استغل البعض سجن بولس وصاروا يكرزون بإنجيل المسيح لكن "عَنْ خِصَامٍ وبِغَيرِ إِخْلاص" وهدف بشارتهم إسقاط بولس واغراقه في الضيق والشدة وهذا عمل دنيء وتصرّف أناني وتنافس مَرَضي. فأي منفعة يجنيها الانسان أن يبني مجده على مأساة غيره؟!
حسدوا بولس على قيوده فأرادوا أن يزيدوا من آلامه علّه يسقط ويغرق في غضبه. لكنه فرح لان الانجيل انتشر "فمَا هَمَّنِي؟ حَسْبِي أَنَّ المَسِيحَ يُبَشَّرُ بِهِ، في كُلِّ حَال".
قادهم خبثهم الى ممارسة "عمل صالح بدافع غير صالح"، فإذا كان الاصل في النية فالمكافأة أيضاً أو النقمة والعقاب، ليس بكل الاحوال عمل المحبة ينفع خصوصاً اذا كانت النيّة من ورائه إسقاط الاخرين أو إلحاق الضرر بهم فترتد نواياهم عليهم ويسقطون لوحدهم.
أبعد يا رب عنّا كل حسد، إجعل من أعمالنا وجهودنا لبنيان ملكوتك وخلاص البشر فنفرح بك ومعك وينتشر مجدك في كل الارض. آميـــــــن.
نهار مبارك
/الخوري كامل كامل/