قالت لي الأرملة الخمسينيّة :
لقد عانيتُ الكثير في زواجي، ذقتُ المرارة وأضعت سنين حياتي هكذا مع أنّني أنجبتُ ثلاثة أولاد، الربّ يحفظهم ويوفقهم في حياتهم...
كان زوجي متسلطاً عنيداً متكبّراً متعجرفاً بخيلاً مدعياً مفتناً غيّوراً يغار عليَّ من كلّ الناس حتّى يغار عليَّ من ظلّي!
عشتُ معه في الذلّ وبلا كرامة، سلبني حريّتي و ضيَّق عليَّ سبل العيش وأذاقني جميع أنواع الإهانات والشتائم، حتّى أنّني كلّ ليلة كنت أبلّ بالدموع وسادتي، لكنّني تحمّلت كلَّ هذا لأنَّ الطلاق أمر مكروه في عائلتي وأيضاً من أجل أولادي الأحباء.
قلت لها : الربّ يقدّسك و يكافئك على طول أناتك وصبرك، فالزواج دعوة للقداسة.
الله يرحم زوجك!
قاطعتني بحدّة وصرخت: الله لا يرحمه!
قلت: ألم تسامحيه بعد كل هذه السنوات؟
قالت: لن أسامحه أبداً لا في هذه الحياة ولا في الآخرة!
قلت: نحن المسيحيّين نطلب الغفران من أبينا السماويّ ونقول:
أغفر لنا خطايانا كما نحن نغفر لمن أساء إلينا!
بل علينا أن نغفر سَبْعِيْنَ مَرَّةً سَبْعَ مَرَّات ونصلي من أجلهم!!
صلّي من أجل زوجك وأغفري له كي يرحمه الله ولكي ترتاحي أنت ولا تخسري خلاص نفسك!
لست أقدر أن أغفر أعدائي فأنا عاجزة وذاتي تقف لي بالمرصاد!
أعطني يا إلهي نعمة من لدنك، كي أسامح أخي سبعين مرّة سبع مرّات!
/جيزل فرح طربيه/