يتكلّم سقراط عن فن إسمه فن التوليد ويقول :
"فن التوليد هو موهبة وهبتها السماء لأمّي إذ تولد النساء ، ووهبتها لي أنا إذ أولد النفوس النبيلة"
لا شكّ أنّ هذه المواهب الَّتي يتكلّم عنها لا تتخطّى الطبيعة والقدرات البشريّة الجسديّة منها والنفسيّة.
يتكلّم الربّ يسوع عن ولادة من نوع آخر فيقول لنيقوديمس :
«الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ.اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ، وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ. لاَ تَتَعَجَّبْ أَنِّي قُلْتُ لَكَ: يَنْبَغِي أَنْ تُولَدُوا مِنْ فَوْقُ.»
(يو ٣: 5، ٦، ٧)
هذه الولادة الروحيّة تتخطّى ما هو من طبيعة البشر، إنّها ولادة من جرن المعموديّة، شبه موت وقيامة مع المسيح، لننال التبنّي، لنصبح أبناء لله!
إنّها موهبة روحيّة من الروح القدس، يهبها لمن يشاء، فنٌّ إلهيٌّ يتخطّى قدراتنا الطبيعيّة، ليلدنا بنعمة الربّ في المسيح!
تكلم عنها الرسول بولس قائلاً :
«لأَنَّهُ وَإِنْ كَانَ لَكُمْ رَبَوَاتٌ مِنَ الْمُرْشِدِينَ فِي الْمَسِيحِ، لكِنْ لَيْسَ آبَاءٌ كَثِيرُونَ. لأَنِّي أَنَا وَلَدْتُكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ بِالإِنْجِيلِ.»
(١ كو ٤: ١٥)
حقاًّ !
/جيزل فرح طربيه/