الجاهل بحسب المفهوم البشريّ هو أن تكون إنساناً أُمِّيًّا غير متعلّم، ليس لديك أي معرفة أكاديميّة أو أي ثقافة أو أنت تجهل التكلّم باللغَّات ولا تفقه شيئاً في مختلف العلوم الإنسانيّة و التطبيقيّة إلخ...
أمّا الجاهل في المفهوم الكتابي فمختلف تماماً :
يتكلّم الإنجيل عن العذارى الجاهلات اللواتي أهملن شراء الزيت لتعبئة مصابيحهنّ، فلم يستطعنَ دخول الخدر السماويّ،و الرجل الجاهل الَّذي يسمع أقوال الربّ ولا يعمل بها مثل الَّذي يبني بيته على الرمل (مت ٧: ٢٦)
إنّه الجاهل الذي قال في قلبه: لا إله! (مز ١٤/ ١)
والرجل الجاهل الغبيّ الَّذي قَالَ :
«أَهْدِمُ مَخَازِنِي وَأَبْنِي أَعْظَمَ، وَأَجْمَعُ هُنَاكَ جَمِيعَ غَّلاَتِي وَخَيْرَاتِي، فَقَالَ لَهُ اللهُ: يَاغَبِيُّ! هذِهِ اللَّيْلَةَ تُطْلَبُ نَفْسُكَ مِنْكَ، فَهذِهِ الَّتِي أَعْدَدْتَهَا لِمَنْ تَكُونُ؟»
(لو١٢: ٢٠)
ويدعونا الرسول بولس إلى جهل مرضي للربّ من نوع آخر قائلاً :
«لاَ يَخْدَعَنَّ أَحَدٌ نَفْسَهُ. إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَظُنُّ أَنَّهُ حَكِيمٌ بَيْنَكُمْ فِي هذَا الدَّهْرِ، فَلْيَصِرْ جَاهِلاً لِكَيْ يَصِيرَ حَكِيمًا!»
(١ كو ٣: ١٨)
وحدها الطاعة للوصايا الإلهيّة تجعل منّا حكماء بحسب مشيئة الربّ :
«نَامُوسُ الرَّبِّ كَامِلٌ يَرُدُّ النَّفْسَ. شَهَادَاتُ الرَّبِّ صَادِقَةٌ تُصَيِّرُ الْجَاهِلَ حَكِيمًا.»
(مز ١٩: ٧)
حقًّا !
/جيزل فرح طربيه/