الإنجيليون الأربعة "متى، مرقس، لوقا، يوحنا" خرجوا الى العالم حاملين إليه "البشرى السارة"، كلمة الحياة، التي أخرجت البشرية من الظلمات. ونحن ماذا نحمل للعالم عندما نخرج من منازلنا؟
في المكان الذي انتشر فيه الإنجيل زالت العبودية، لم يعد هناك "عبد أو حر، غني أو فقير" بل الجميع يشتركون بنعمة البنوة الإلهية. ونحن اليوم لماذا نفرق بين الناس؟ لماذا نتقن تجارة البشر؟ هل هذا ما علمنا إياه الإنجيل؟
إنطلق الإنجيليون الى "أربعة أقطار العالم، كارزين بالإنجيل للخليفة كلها" مستخدمين وسائل متواضعة جداً وبدائية جداً في التنقل والتواصل.
ونحن اليوم نمتلك كل الوسائل المتطورة، لكن هل نستخدمها في خدمة البشارة؟
أسس الإنجيليون الأربعة الكنيسة لتكون "مأوى للفقير والمسكين"، مكاناً للشفاء الداخلي، واستعادة الحياة للنفوس التائهة.
واليوم، اذا شعر أحدهم أن الله بعيد عنه، أو لا يشعر بوجوده، هل نستطيع نحن أبناء الكنيسة أن نكون الذراع التي يستعملها للتقرب منه؟ وإذا شعر أحدهم أنه منبوذ ومبعد هل يجد في "شعب الله" تلك القلوب الجاهزة لاحتضانه، ورعايته بدفء محبة المسيح ورحمته؟ اذا دخل أحدهم الى كنيستنا، أي الى جماعتنا المصلية، هل يجد فيها السلام والسكينة؟ هل يجد فيها العزاء في ضيقه والملجأ في حاجته؟
لماذا تكاثرت الأمراض؟ لماذا امتلأت السجون؟ لماذا انتشرت الحروب وتطورت آلة الحرب؟ لماذا ازداد الطغيان والاستبداد، والمجاعة والوباء؟ لماذا كل هذا الصراع اللامتناهي بين الامم والشعوب؟ لماذا تنهار حضارة المحبة التي أطلقها المسيح، وأرسى أساساتها الانجيليون الأربعة؟ أليس الشعور بوجود قوة شيطانية في قلب جماعاتنا يتزايد؟ تلك القوة الشريرة التي تدمر الانسان فينا وتسرق منا الفرح والبهجة، حتى تضيع أحلامنا ويخف وهج رجائنا وتنضب ينابيع محبتنا!!!
يا رب أنت الخالق والمبدع، الكاشف والمعزي، الوسيط والمخلص، الشافي والمنقذ، إن قلوبنا تحن إليك، أسكب فيها محبتك، أشعل فيها تلك الرغبة التي كانت في قلوب الإنجيليين الأربعة، كي ننطلق الى العالم أجمع حاملين في قلوبنا "البشرى السارة" بشرى الخلاص، بشرى السلام، بشرى الصليب والقيامة. آميـــــــن.
نهار مبارك
/الخوري كامل كامل/