للجبل رمزيّته الكتابيّة المهمّة جدًّا ،فقد ورد ذكره مراراً وتكراراً في الكتاب المقدّس :
فالرّب يسوع وقف على الجبل وألقى موعظته الشهيرة، موعظة الجبل (متى ٥، ٦، ٧)
وغالباً ما كان يصعد وحده إلى الجبل ليصلّي (مت ١٤/ ٢٣)
أيضاً أخذ بطرس ويوحنا ويعقوب وتجلّى لهم على الجبل (مت ١٧/ ١)
«وَكَانَ فِي النَّهَارِ يُعَلِّمُ فِي الْهَيْكَلِ، وَفِي اللَّيْلِ يَخْرُجُ وَيَبِيتُ فِي الْجَبَلِ الَّذِي يُدْعَى جَبَلَ الزَّيْتُونِ.»
(لو٢١: ٣٧)
كذلك أمر تلاميذه أن يذهبوا إلى الجبل حيث أمرهم أن يعلّموا ويبشّروا بالإنجيل للمسكونة كلّها ويعمّدوهم بإسم الآب والإبن والروح القدس!
(مت ٢٨/ ١٩)
ونحن كذلك مدعوّين أن نصعد إلى الجبل، جبل الصلاة و الجهاد الروحيّ، جبل البشارة والشهادة، كي نعلن بشارة الإنجيل المفرحة وملكوت الله للعالم كلّه، إلّا أنّنا غالباً ما نتقاعس ونضعف ونختبئ في "صوغر" بدل الصعود إلى الجبل، مثل لوط الَّذي خاف وقال:
«أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَهْرُبَ إِلَى الْجَبَلِ لَعَلَّ الشَّرَّ يُدْرِكُنِي فَأَمُوتَ. هُوَذَا الْمَدِينَةُ هذِهِ قَرِيبَةٌ لِلْهَرَبِ إِلَيْهَا وَهِيَ صَغِيرَةٌ. أَهْرُبُ إِلَى هُنَاكَ. أَلَيْسَتْ هِيَ صَغِيرَةً؟ فَتَحْيَا نَفْسِي».
(تك ١٩: ١٩-٢٠)
يا سيدي ترفق بضعفاتي
فأنا أهرب دائماً من وجهك
وأتجاهل أوامرك مثل يونان
وأختار الخيارات الأسهل مثل لوط
فشدّدني وإملأني من روحك القدّوس
لأعلن فرح إنجيلك للعالم كلّه!
يا فرحي!
/جيزل فرح طربيه/