من منّا ليس له صديق حميم يشاركه أسراره الَّتي لا يبوح بها لأحد آخر غيره؟
أتذكّر في أيّام الدراسة كان لي صديقة حميمة أشاركها أفراحها وأتراحها، فإذا إبتسمتْ إبتسمتُ معها وإذا بكت بكيتُ معها، إذا غضبت من أحد، غضبتُ معها وإذا عادت أحداً أعاديه معها!
كنّا نتشارك الأسرار الدفينة، والأحلام المستقبليّة وكلّ ما نريد فعله...
حتَّى إذا خطّطنا لمقلب ما نخطّطه معاً ونتبادل النظرات والإبتسامات بيننا، بل نفهم على بعضنا بالإشارة والإيماءة!
كنت أعرف كلّ شيء عنها وهي تعرف كلّ شيء عنّي، حتّى الأمور الَّتي يجهلها أقرب الناس إليها، كنتُ "بيراً غميقاً" بالنسبة لها وهي بيري الغميق الَّذي أرمي فيه كلَّ همومي ومخاوفي وأخباري وأمنياتي!
هكذا المسيح هو صديقنا الحميم، الَّذي إختارنا لنكون أحبّاءه، فأطلعنا على أسراره وكشف لنا وجه الله الآب، لأنّنا لسنا بعد عبيداً بل أبناء أحبّاء وورثة لملكوته السماويّ !
قد أحببتني فإخترتني
وكشفت لي عن حبّك الفائق الوصف!
غسلتني وطهّرتني وألبستني حُلّة ملوكيّة
كي ألج كما يليق بجلالتك، خدرك الإلهيّ المزيّن !
توّبني يا إلهي فأتوب!
/جيزل فرح طربيه/