هكذا يفعل الأحبار والشيوخ لتغطية عجزهم عن الحب الاعظم حتى الان، تراهم يلجأون إلى تدبير المؤامرات لقتل الابرياء، يختلقون الاكاذيب لتشويه الحقيقة، يدفعون الأموال لشراء شهادات الزور دعماً للباطل في وجه الحق ، هكذا ظنوا أنهم يستطيعون حجب نور القيامة عن الشعب السائر في الظلمة الذي أبصر نوراً عظيماً وتهلل فرحاً وخرج من عامة القبور المظلمة دون عودة إلى النواميس وكوابيس شريعة الحرف.
رشوا الجنود بمبلغ كبير من الفضة، فتخلوا عن شرفهم وباعوا مصداقيتهم بالفضة كمن يبيع الوطن تحت سطوة المال وإغراء الفضة والذهب، أليس من المستحيل على الناس عبادة ربين الله والمال؟! وما يصح على الجنود صحّ أيضاً على الوالي، الذي قبل الرشوة وساهم في انتشار الإشاعة وهو أن التلاميذ أتوا ليلاً وسرقوا يسوع!!!
ولكن ماذا ينفع التلاميذ سرقة جثة يسوع؟! لو أن المسيح مات على الصليب ولم يقم من بين الاموات لغرق التلاميذ في يأسهم وانتهى بهم الأمر إلى الموت والنسيان.. "لو كان التلاميذ هم الذين أخذوه، فذلك لم يكن بالخفية بل بالإيمان؛ ليس بالحيلة بل بالفضيلة؛ ليس بارتكاب جريمة بل بالقداسة. لقد أخذوه ممتلئًا بالحياة، لا كضحيّة للموت" (القديس يوحنّا الذهبي الفمّ)
أمام محبة الرب لنا الذي روى قلوبنا بدمه ماذا ينفع مال الخيانة؟ كم من الوقت تدوم؟
هل يمكن لأي رشوة مهما بلغت أن تحجب نور المسيح القائم والمنتصر على كل الأنانيات؟أي قوة في العالم تستطيع إيقاف تمتمات أم تصلي أمام المصلوب من أجل شفاء ابنها المريض؟ ماذا تنفع كل الحيل والحجج الواهية والخدع الخبيثة أمام رجلٍ خاشع عابد يضيء شمعة في مزارٍ بعيدٍ من أجل انطلاقة جديدة في الحياة ؟هل يباع الحب بالفضة أو يشترى بالذهب؟ قد تحجب الغيوم نور الشمس لحينٍ لكنها لا تستطيع حجبها في كل الأحيان.
هكذا فإن حب الرب لنا لا يمكن حجبه ولو بمال الدنيا، فالحب أقوى من الموت ولا يمكن لأحد إطفاء بريقه.
نهار مبارك
/الخوري كامل كامل/