"لأَنَّهُ كَمَا يَنْزِلُ الْمَطَرُ وَالثَّلْجُ مِنَ السَّمَاءِ وَلاَ يَرْجِعَانِ إِلَى هُنَاكَ، بَلْ يُرْوِيَانِ الأَرْضَ... هكَذَا تَكُونُ كَلِمَتِي الَّتِي تَخْرُجُ مِنْ فَمِي. لاَ تَرْجعُ إِلَيَّ فَارِغَةً، بَلْ تَعْمَلُ مَا سُرِرْتُ بِهِ وَتَنْجَحُ فِي مَا أَرْسَلْتُهَا لَهُ."

(إش ٥٥: ١٠، ١١)



قال لي الخادم الأمين :


منذ عدّة سنوات أحيينا مجموعة من السهرات الإنجيليّة في إحدى الرعايا ببركة وحضور الكاهن، لفترة ليست قليلة.

كنّا حوالي عشرة أشخاص نحضر المواضيع وننظّم السهرات، نستقلّ كلّ مساء ڤاناً صغيراً للركّاب لا يكاد يسعنا، نتبادل الآراء ونضحك كالأطفال!


كنت أحضر الموضوع الإنجيليّ جيّداً، أتأمّل النصّ، أدوّن تفاسير الآباء القدّيسين وأبحث في معنى الكلمات، أصلّي وأحرص أن أبقى في حالة النعمة، لا أغضب لا أتفوّه بما لا يليق، وعندما تبدأ السهرة الإنجيليّة كنت أجاوب سائليَّ بكلمات لم تكن في الحسبان فأندهشُ أنا نفسي منها!

كانت أجمل أيَّام حياتي، كنتُ أحسُّ أنَّني مبارك، لستُ أنا المتكلِّم بل روح الله المتكلِّم فِيَّ!


لقد نلنا برحمة الله بركات ونعم فائضة، كانت الكلمات الَّتي نتفوّه بها تباركنا قبل أن تصل إلى مستمعينا!

كنّا نرمي بذور الكلمة كما في مثل الزارع، والربّ ينمي كما يريد!

/جيزل فرح طربيه/