كل علامات الأزمنة تشير إلى مجيئ الربّ سريعاً، ونحن نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الْخَلِيقَةِ تَئِنُّ وَتَتَمَخَّضُ مَعًا إِلَى الآنَ! (رو ٨: ٢٢)
حتّى لو إزدادت الشرور وإنتشرت الآفات على أشكالها، ولو بدا في الظاهر أنّ الشرّ ينتصر وأنّ خدّام إبليس في رغد وغنى، في صحّة وإزدهار، وأنّ أبناء الله في ضيقة كبيرة، مهمّشين مغلوبين مرفوضين، وأنّ الاكثريّة الساحقة إنحرفت في السهولة والسخافة والنسبيّة، تزدري حقّ الإنجيل، تغيّب الله في حساباتها، تكفر وتلحد، تسنّ الشرائع والقوانين المشوّهة، تدمّر إنسانيّة الإنسان بإسم الأنسنة والحفاظ على حقوق الإنسان...
بالرغم من كلّ ذلك فالربّ هو سيّد الزمن، وسيّد التاريخ، الملك المنتصر في الأوّل والأخير، الَّذي وعدنا قائلاً :
«و مَنْ يَغْلِبُ فَسَأُعْطِيهِ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ الَّتِي فِي وَسَطِ فِرْدَوْسِ اللهِ».
(رؤ ٢: ٧)
لذلك لا نخف ولا نجزع فالربّ يفيض برحمته إنعامات كثيرة.
" لأنه حَيْثُ كَثُرَتِ الْخَطِيَّةُ ازْدَادَتِ النِّعْمَةُ جِدًّا."
(رو ٥: ٢٠)
حقًّا !
/جيزل فرح طربيه/