هل يمكن أن يكون جميع من إختلفوا في الرأي على حق؟ أم هناك حقيقة واحدة لا تتغيّر هي الحق؟
قد يكون عند بعضهم أنصاف حقيقة، أو شذرات منها، أو بعض تلاميح لها، لكن ليس عندهم كلّ الحقيقة!
يتكلّم القدّيس يوستينوس الشهيد عن الكلمة الباذر spermatikos logos الكلمة الإلهيّ الَّذي ألقى في التاريخ وفي معتقدات وفلسفات الشعوب، بذاراً من الحقّ الإلهيّ، فهمها البعض بشكل مبتور وفهمها البعض الآخر مشوشة كما عبر زجاج مغشى :
فالإلهة الأم الَّتي تعطي الحياة في عصور ما قبل التاريخ، والثالوث عند الفراعنة والهندوس، والإله المنقذ المخلّص sôter في اليونان القديمة... كلّها حقائق كشفها الربّ تحضيراً لتجسّد الكلمة في ملء الزمان، لكن الشعوب فهمتها بشكل ملتوي!
"اَللهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلابْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ."
(يو ١: ١٨)
بالكلمة المتجسّد عرفنا كلّ الحق، وكشف لنا عن وجه الله الثالوث القدّوس، وعرفنا يسوع المسيح، الله يخلص، والعذراء والدة الإله theotokos... وصرنا أبناءً أحبّاء محبوبين، مولودين من رحم أمّنا الكنيسة، مدعوّين قدّيسين، لمجد الثالوث القدّوس، آميـــــــن!
/جيزل فرح طربيه/