«لذلك قال الرب لتلاميذه: كُونُوا رُحَمَاءَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمْ السماوي رَحِيمٌ»
(لو٦: ٣٦)
في مثل السامريّ الصالح، مرّ الكاهن واللاوي بالرجل الجريح فتركوه عرياناً مرميًّا بين حيّ وميت، لكن وحده السامري المكروه عند اليهود لأنّه لا يلتزم بتعاليمهم، تحنّن عليه وداواه وأودعه في عناية صاحب الفندق...
ماذا يعني لك هذا المثل؟
لا بأس إذا كنت مداوماً على الطقوس مصلِّيًا ملتزماً تتناول وتعترف بتواتر، ولا ضرر أبداً إذا كنت لاهوتيًّا عارفاً بالعقائد دارساً وخادماً للكلمة مفروزاً للبشارة... كلها بلا شكّ أمور أساسيّة للمؤمن، لكنّها تبقى فارغة وميتة بدون المحبّة، كما يقول الرسول يعقوب :
«مَا الْمَنْفَعَةُ يَا إِخْوَتِي إِنْ قَالَ أَحَدٌ إِنَّ لَهُ إِيمَانًا وَلكِنْ لَيْسَ لَهُ أَعْمَالٌ، هَلْ يَقْدِرُ الإِيمَانُ أَنْ يُخَلِّصَهُ؟»
(يع ٢: ١٤)
المهمّ أن تتحرّك أحشاؤك وتتحنّن على أخوتك، أن لا تدينهم وأن ترحمهم وتكترث لأمورهم، أن تسندهم في ضيقاتهم، أن تعزّيهم في أحزانهم، أن تعطيهم من وقتك وإهتمامك، كي تشابه أباك السماويّ الرحوم، إنّه الإيمان الحيّ، "الإيمان العامل بالمحبة" (غل ٥/٦)!
/جيزل فرح طربيه/