لأنّ الآب السماوي واهب العطايا، يفيض خيراته على الأخيار والأشرار، ويمنح أبناءه أغلى عطيّة، يهبهم روحه القدّوس!
ليس صحيحاً أنّ كلّ مؤمن فقير مريض وفاشل في حياته العمليّة، لم يحسن الطلب أو لم يلجّ في طلبه لضعف إيمانه، فالربّ لا يعطينا فقط خيرات ماديّة على حسب طلباتنا كما يدّعي مروجو إنجيل الرفاه prosperity gospel لأنّ فكر الربّ غيّر فكرنا وأولويّاته غير أولويّاتنا، فهو يطلب منفعة النفس وخلاصها أوّلاً!
إنه لا يستجيب لطلباتنا أحياناً لأنّه يرى نفعاً لنا غزيراً في ضيقاتنا، أو شفاءً روحيًّا من أهوائنا في مرضنا، أو تقدُّماً روحيًّا في فقرنا المادّي، لننمو في كلّ فضيلة في التقوى والتواضع، في الإيمان والرجاء والمحبة، لذلك يقول :
"أطلبوا أوّلاً ملكوتَ الله وبرّه والباقي يزاد لكم!"
(مت ٦/ ٣٣)
إذاً لنشكر الربّ دائماً مهما كانت ظروفنا ولنردّد مع الرسول بولس :
"إنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ."
(رو٨: ٢٨)
حقًّا!
الشكر والحمد لك يا ربّ !
/جيزل فرح طربيه/