فتذمروا على موسى بسبب الطعام الزهيد وإنعدام الماء و الخبز، وتحسّروا على أيّام عيشتهم في مصر وقالوا : لماذا أصعدتنا من مصر كي نموت في البرية!؟
فلدغتهم الحيّات ومات كثيرون ولم يخلصوا إلاّ بتأمّل الحيّة النحاسيّة على السارية، إشارة إلى صليب الربّ يسوع، فخلصوا!
ونحن اليوم نتذمْر مثلما تذمّر شعب اليهود قديماً ونقول:
يا ربّ لماذا غيّرت أحوالنا؟ كنّا نعيش في بحبوحة، الدولار ألف وخمسمئة، أموالنا في البنوك مصانة ومحفوظة، لا غلاء في الأسعار وكل شيء متوفّر، كنّا نأكل لحماً وسمكاً وأغلى ثمار البحر، نذهب إلى حيث نريد ومتى نريد لا نهتمّ لسعر البنزين، نتدفأ في الشتاء على المازوت أو نشعل دفّايات كهربائيّة، كنّا أكثر طمأنينة وسلاماً...
يا رب لماذا غيرت أحوالنا؟؟
لا قوّة لنا بعد ولا صبر كي نتسلّق جبل هور، جبل الفقر والضيقة!
على طريق بحر القصب، على طريق التعتير والإذلال!
وندور من حول أرض أدوم ونتهجّر من حول بلاد العالم الأفضل حالاً من حالنا!
ليس لنا إلاّ أن نتأمّلك أيّها المصلوب فنتعلّم بذل الذات والعطاء اللامحدود ونبتهج ونتهلّل بخلاصك!
ليكون لنا أمل ورجاء ونصبر على مذلّتنا وضيقاتنا لأنّ مشيئتك قداستنا!
لسنا نحيا ها هنا إلى الأبد بل حياتنا شركة في ملكوتكيا حياتنا!
/جيزل فرح طربيه/