ربّي، قد ولّت أيّام الطفولة والشباب ووطئت دون أن أدري عتبة العمر الثالث!
يوماً بعد يوم تزداد الشعرات البيضاء في رأسي وأكتشف تجاعيداً إضافيّة في وجهيكأنّني أرى في المرآة إمرأةً أخرى أكبر سنًّا لا أعرفها!
يوماً بعد يوم أشعر بالتعب والهوان، تخفّ عزيمتي وتثقل رجلي، يتراجع نشاطي ويتعب نظري ، تضعف ذاكرتي ويقل تركيزي.
صرت أنسى أحياناً كثيرة و أجد صعوبة في تذكّر الأسماء !
يوماً بعد يوم
أتعلّم من ضيقاتي دروساً جديدة في التواضع وحمل الصليب وبذل الذات.
صرت أهمل إنشغالات كثيرة كنت أعتبرها مهمّة من قبل وأجدها اليوم تافهة ومضيعة للوقت!
يوماً بعد يوم
تصبح يا رب شغلي الشاغل وأقترب منك أكثر فأكتشف مذلّتي وخياناتي الكثيرة وفداحة خطيئتي وحاجتي الماسّة إلى التوبة!
قد تبتُ مرّةً لكن أحتاج أن أتوب كل يوم كي أرجع إليك!
يوماً بعد يوم
يوسع قلبي لحبّك ولحبّ العالم.
أرى بعينيك ما لا أراه بعيني فينفطر قلبي على من ضلّ وجهل وقسّى قلبه!
يوماِ بعد يوم
ينحل إنساني الظاهر لكن إنساني الداخلي يرجع شيئًا فشيئًا إلى براءة الطفولة كي أهرول إليك وألقي بنفسي بين ذراعيك وتحتضنني إلى الأبد !
لأنك أبي!
/جيزل فرح طربيه/