أنا من فعلة الساعة الخامسة الذين تسكعوا وتهاونوا طول النهار، فقضوا اليوم كلّه في الكسل و الكلام البطال، في التذمّر من حال الأزمنة وفي الإفتخار بأعمال لا قيمة لها!
قد ولّى العمر وأنا أنتظرك يا رب البيت كي أعمل في كرمك، إلاّ أنّني ضللت طريق الكرم وخدعني أرباب كثيرون لهم كروم يابسة، جمعوا حولهم فعلة موالين ومؤيدين، أجرهم كلام معسول وأوهام كاذبة!
آه كم كنتُ حمقى يا سيدي!
إلاّ أنّك بحثت عنّي حتّى وجدتنيقلت لي: ماذا تفعلين ها هنا؟؟
أجبت :
"لاَ تَنْظُرْنَ إِلَيَّ لِكَوْنِي سَوْدَاءَ، لأَنَّ الشَّمْسَ قَدْ لَوَّحَتْنِي. بَنُو أُمِّي غَضِبُوا عَلَيَّ. جَعَلُونِي نَاطُورَةَ الْكُرُومِ. أَمَّا كَرْمِي فَلَمْ أَنْطُرْهُ.
(نش ١: ٦)
قلت لي :
" إِنْ كَانَتْ خَطَايَاك كَالْقِرْمِزِ تَبْيَضُّ كَالثَّلْجِ. إِنْ كَانَتْ حَمْرَاءَ كَالدُّودِيِّ تَصِيرُ كَالصُّوفِ.
(إش ١: ١٨)
«قُومِي يَا حَبِيبَتِي، يَا جَمِيلَتِي وَتَعَالَيْ.
(نش ٢: ١٠)
وما زلت حتّى اليوم أعمل مع فعلة كرمك وأجري كلّ يوم فيض من رحمتك!
يا فرحي!
/جيزل فرح طربيه/