تسمّينا الكتب المقدّسة "أطفالاً"؛ عندما نتبع الرّب يسوع المسيح، نحصل على اسم "الصّغار" (مت 18: 3؛ 19: 13؛ يو 21: 5)... فمن هو معلّمنا، ومربّينا نحن الصّغار؟ إنّ اسمه يسوع. يطلق على نفسه اسم الرّاعي؛ ويدعو ذاته "الرّاعي الصّالح" (يو 10: 11). يقوم بالمقارنة بين الرّعاة الّذين يرشدون خرافهم وهو المربّي الّذي يوجّه الصّغار، الرّاعي الّذي يهتمّ بالصّغار، ويقارنهم لبساطتهم بالخراف.
"فيَكونُ هُناكَ رَعِيَّةٌ واحِدة وراعٍ واحِد" (يو 10: 16). فمربّينا هو بالطّبع الكلمة، كلمة الله، لأنّه يقودنا نحو الخلاص.
هذا ما قاله بوضوح على لسان النّبيّ هوشع: "أنا أؤدّبهم" (هو 5: 2).
أمّا تربيته فتتجلّى في الدّين:
يعلّمنا خدمة الله ويدرّبنا على معرفة الحقيقة ويقودنا مباشرة إلى السّماء... يقود البحّار السّفينة من أجل أن يوصل الرّكّاب إلى ميناء الخلاص؛ وكذلك يرشد مربّينا أطفال الله إلى أسلوب الحياة الّذي يقود إلى الخلاص، بفضل اهتمامه بنا... فمن يقودنا إذًا هو الله القدّوس، الرّب يسوع، كلمة الله، مرشد البشريّة جمعاء؛ الله بذاته يقودنا، بمحبّته لنا... خلال الخروج، قال عنه الرّوح القدس: "يَجِدُه في أَرضِ بَرِّيَّة وفي صِياحِ خَواءٍ وَحشِيّ. يُحيطُ ويَعتني بِه ويَحفَظُه كإِنْسانِ عَينه.
كالعُقابِ الَّذي يُثيرُ عُشَّه وعلى فِراخِه يُرَفرِف. يَبسُط جَناحَيه فيَأخُذُه وعلى ريشهِ يَحمِلُ. الرَّبُّ وَحدَه يَهْديه ولَيسَ معَه إِلهٌ غريب"
(تث 32: 10-12).
(القدّيس إقليمنضُس الإسكندريّ)
نهار مبارك
/الخوري كامل كامل/