إذا تأمّلنا في علبة الأحجية puzzle وجدنا قطعاً مبعثرة لا شكل ولا معنى لها.
ثمّ إذا بدأنا بجمعها تشكّلت لدينا رويداً رويداً صورة جميلة ومعبّرة.
حياتنا على الأرض هي كالأحجية من بدايتها إلى نهايتها.
يتساءل الأهل عند ولادة طفلهم :
ما عسى أن يكون هذا الصبي؟؟
مع مرور السنين، نجمع بمعونة الله قطعنا المبعثرة لنشكّل صورة جميلة.
والصورة الأجمل تلك التي هي بحسب مشيئة الله، أي تلك التي على صورته كمثاله.
قد نضلّ ونجمع بحسب أهوائنا قطعاً غير متناسقة فتكون النتيجة صورة مشوّهة تُرمى في القمامة أو تُحرق في النار.
ومتى إنتهت حياتنا، إنتقلت الصورة عينها لكن في صيغتها المعدّلة السماويّة لتزيّن ملكوت الله وأفراحه الأبديّة !
لذلك لا نضيّع وقتنا ولا نؤجّل توبتنا بل لنحرص أن نجمع بتأنٍّ وجديَّة قطعنا المبعثرة، لنرسم أجمل لوحة تليق بعريسنا السماويّ، بشفاعات والدة الإله وجميع القدّيسين!
لأنّه فرحنا!
/جيزل فرح طربيه/