كان الرّب يسوع يعمّد "في الرُّوحِ القُدُسِ والنَّار".
إن كنتَ قدّيسًا، ستُعمَّد في الرُّوحِ القُدُسِ؛ إن كنتَ خاطئًا، سيتمّ إنزالك في النار.
سيتحوّل العماد نفسه إلى إدانة وإلى نار للخاطئين؛ لكنّ القدّيسين الذين يهتدون إلى الرّب يسوع المسيح بإيمان كامل، سينالون نعمة الرُّوح القدس والخلاص.
إذًا، ذاك الذي يتعمّد "في الرُّوحِ القُدُسِ والنَّار" سوف يأخذ " بِيَدهِ الـمِذْرى، يُنَقِّي بَيدَرَه، فيَجمَعُ القَمحَ في أَهرائِه وأَمَّا التِّبنُ فيُحرِقُه بِنارٍ لا تُطفأ".
أريد أن أكتشف لأيّ هدف يأخذ الربّ بِيَدهِ الـمِذْرى، وأيّ نَفَس يجعل التّبن الخفيف يتطاير في كلّ مكان، بينما يتكدّس القمح الأثقل في مكان واحد؛ فإن لم تهبّ الريح، لا يمكن فصل القمح عن التّبن.
أعتقد أنّ الريح تمثّل التجارب التي تُظهِر أنّ البعض هم من التّبن والبعض الآخر من القمح وسط الجماعة المختلطة من المؤمنين.
فحين تسيطر التجربة على النفْس، لا تحوّلها إلى تبن؛ لكن كونكم من تبن، أيّ رجال ضعفاء وبدون إيمان، فإنّ التجربة قد كشفَتْ طبيعتكم السريّة.
في المقابل، حين تواجهون التجارب بكلّ شجاعة، لا تجعلكم التجربة أوفياء وثابتين؛ بل تظهر فضيلة الثبات وفضيلة الشجاعة اللتين كانتا مخفيّتين فيكم...
"فذلَّلَكَ وأجاعَكَ وأطعَمَكَ المَنَّ لِكَي يُعلِمَكَ أنّه لا بالخُبزِ وَحدَه يَحيا الإنسان، بل بِكُلِّ ما يَخرُجُ مِن فَمِ الربِّ يَحْيا الإنسان"
(تث 8: 3).
أوريجينُس (نحو ١٨٥ - ٢٥٣)، كاهن ولاهوتيّ.
الدايم دايم
/الخوري كامل كامل/