ها قد بدأ ربيع الصوم المبارك، ربيع الأفراح الذي لا ينضب!
قد دهنتُ بالرماد رأسي، ورسمتُ إشارة الصليب، ذرفتُ دموعاً غزيرة حزناً على خيانتك يا إلهي الحبيب، لأنّني بسبب تهاوني قد أكلتُ الثمرة المحرّمة وبسبب كبريائي عصيتُ وصاياك وتمرّدتُ على مشيئتك، قد سجدتُ بسبب جهلي للآلهة الغريبة وقدّمت للأصنام الصمّاء قرابين وهدايا!
تهافتتُ على إشباع شهواتي وإرضاء رغباتي...
لم أكن أعرف أنّ عدوّي اللدود هو عدوّ الخير، العالم و ذاتي!
فسكنتُ وحشة البريّة المقفرة، جعتُ عطشتُ فإشتهيتُ أن آكل أكل الخنازير!
إلّا أنّ حبّك لمس قلبي، وأضاءت نعمتك ظلمات حياتي، فتركتُ الدنيا وما فيها لأحظى بك يا عروس نفسي، يا عريس النشيد!
لندخل ربيع الصوم بفرح أيّها الأخوة ، لننقي حواسنا فنعاين المسيح!
لنصوم طوعاً عن اللذّات فنحظى بالمسيح!
إنّه اللؤلؤة الأغلى ثمناً، الَّتي من أجلها نبيع الغالي والرخيص!
صوم مبارك!
/جيزل فرح طربيه/