"سِراجُ الجَسَدِ هو العَين".
إنّ هذه العين هي كالنوايا التي عبرها نقوم بكلّ أعمالنا.
فإن كانت هذه النوايا طاهرة وبارّة، عندها تكون كلّ أعمالنا صالحة.
بالفعل، إعتبر القدّيس بولس الرّسول بعض الأعمال وكأنّها "أعضاء".
لذلك، كتب:
"أَميتوا إِذًا أَعضاءَكمُ الَّتي في الأَرض بما فيها مِن زِنًى وفَحْشاءَ وهَوىً وشَهوةٍ فاسِدَةٍ وطَمَعٍ وهو عِبادَةُ الأَوْثان"
(كول ٣: ٥) وما يشبه ذلك.
إن ما يجب أخذه إذًا بعين الإعتبار في حياة الإنسان، ليس أعماله إنّما نوايّاه؛ لأنّ النّوايا هي نور أنفسنا، لأنّنا نستطيع أن نعرف بوضوح إن كنّا نعمل بنيّة حسنة وأنّ "كُلَّ ما ظَهَرَ كانَ نُورًا" (أف ٥: ١٤).
أما بالنّسبة لأعمالنا، والّتي هي نتيجة لعلاقاتنا مع الآخرين، فإنّ نتائجها غير مضمونة ولهذا يسمّيها الرّب ظلامًا.
فمثلاً، إن أعطيت مالاً لفقير ما، هل باستطاعتي أن أعرف كيف سوف يقوم باستخدامه؟ فإن كانت نواياك الّتي تعرفها قد اسودّت بسبب الأهواء البشرية فبالحري أن تكون كذلك الأعمال الّتي لا تعرف نتيجتها مسبقًا.
(القدّيس أوغسطينُوس)
صوم مبارك
/الخوري كامل كامل/