التينة الغير مثمرة ترمز إلى النفس الكسولة، لنعلم أن "الكسل" في كل أنواعه هو خطيئة ويؤدي حتماً الى الموت..
أما قول يسوع :"مَنْ قَالَ لِهذا الجَبَل: إِنْقَلِعْ وَٱهْبِطْ في البَحْر.. يَكُونُ لهُ ذلِكَ"، فالمقصود هو جبال المشاكل التي يواجهها الانسان في حياته العائلية والعملية والصحية، والتي يزيلها بقوة الايمان لذلك قَالَ لَهُم يَسُوعُ: آمِنُوا بِٱلله!" وقوة الصلاة الصادقة النابعة من القلب.
لكنّ الشكّ يعطّل مفعول الصلاة، ويصيب "إرادة النهوض"بالشلل.
فالصلاة تغيّر الإنسان وتبدّله من الداخل، من تينة يابسة إلى تينة مثمرة، فيصبح قادراً على تغيير أحواله لا بل يصنع العجائب بيديه، لأن مفعول الصلاة ليس سحرياً ولا أمراً من نسج الخيال بل هو فعل إرادة حر وحقيقي يتطلب شجاعة الابرار والصديقين.
حين تذكّر بطرس حادثة التينة تفاجأ مع التلاميذ أنها يبست من الجذور قال ليسوع:"«رَابِّي، أُنْظُرْ، إِنَّ التِّيْنَةَ الَّتي لَعَنْتَهَا قَدْ يَبِسَتْ!» لكن المفاجأة لم تكن أن يسوع لعن التينة الغير مثمرة فيبست من جذورها بل في جوابه لبطرس والتلاميذ حين قال لهم "آمِنُوا بِٱلله" فسبب يباس النفس الغير مثمرة هو عدم الإيمان الذي يؤدي إلى الغرق تحت جبال الهموم والمشاكل اليومية والعناد في الحقد وعدم الغفران.
والإيمان بالله يقود إلى الإيمان بقوة الصلاة "كُلُّ مَا تَسْأَلُونَهُ في الصَّلاة، آمِنُوا أَنَّكُم نِلْتُمُوهُ، فَيَكُونَ لَكُم." فالصلاة هي دواء لأمراض داخلية كثيرة مثل التردد وعدم المبادرة والإحباط الشديد والتشاؤم وقلّة الثقة بالنفس والشعور بالدونية والبخل وعدم الغفران....
آمن أعمى أريحا بالله وبقوة صلاته فرفع صوته رغم مصيبته وممانعة الناس له قائلاً:"يا ابن داود ارحمني" فوثب وأزال عنه جبال البؤس وأحوال التردي واليباس وكانت له القيامة، وهذا هو حال كل من لمسه يسوع على مرّ الأزمنة فهناك ملايين الخبرات التي تحصل يوميا" مع مؤمنين شهادة وتأكيداً لقدرة الصلاة على تحويل جبال همومهم ومشاكلهم العصية على أي حل الى سهول وواحات خضراء مثمرة تطعم الجياع الى الحب وتروي العطاش الى السلام وتحيي من أسكنته الظروف قبور العالم..
"أنتَ الذي حوَّل الصخر إلى غُدران والصّوانَ إلى عيون مياه، في الرحمة والعدل نشيدي، لكَ يا ربُّ نشيدي"..
صوم مبارك
/الخوري كامل كامل/