منذ سنوات غير قليلة كنت أتكلم مع أب كاهن خدم في كنيسة ما لسنوات عديدة لمحبة المسيح.. ومسؤولياته كانت عديدة حتى أنها كانت في كل أنحاء الولايات، وأكمل الأب الكاهن وقصّ عليّ قصّة مخيفة جداً على أنّها معجزة جميلة جدًا:
بعد إقلاع الطائرة بنصف ساعة هدأت الطائرة في الجو وإنذار ربط الأحزمة أطفئ ولكن سرعان ما إرتبك المكان وعلامة الإنذار رجعت مرة ثانية بربط الأحزمة!
نصف ساعة مضت وصوت هادئ يكاد يكون مسموع لدى الكاهن لأنه في المقعد الأول: لا توزعوا المشروبات للوقت الحالي فيبدو أنه يوجد مشاكل بالطائرة وإعملوا كل جهدكم لربط الأحزمة لكل المسافرين هكذا قال الطيار للمضيفات بحزم..
وكان الكاهن ينظر حوله ويبدو أنّ معظم المسافرين علموا وبدأ الإضطراب والخوف يحوم في كل الطائرة..
وجاءت المضيفة ووقفت بجانب الأب الكاهن وفي يدها الميكروفون وأعلنت عن أسفهم لعدم تقديم المشروبات في الوقت الحالي..
يوجد بعض الأعطال في المحرك نظراً لوقت الرعد والبرق عليه ويجب علينا التعاون للمرور من الظرف هذا..
وإبتدأت تشرح التحذيرات من جديد بكل اللغات التي تعرفها..
وفجأةً برق عظيم نزل على الطائرة لاحظه كل المسافرين وإنقلبت الطائرة في الجو وصار صراخ في الطائرة من كل الجهات.. لا تستطيع أن تميّز أصوات الإستغاثة وأحسسنا أنّ الطائرة تفقد توازنها وأنّها تهبط بسرعة كبيرة.
وإبتدأ الأب الكاهن يبكي ويصلّي ووقعت عيناه على فتاة صغيرة لا تبالي من أي شيء ممّن حولها!
الحقيقة أنّها كانت تقرأ كتاب في صمت وهدوء شديد!!
وكلّما كانت تهبط الطائرة تغلق هذه الفتاة عيناها وتفتحها مرة أخرى حتى تستكمل القراءة وكاد الأب الكاهن لا يصدق عيناه.
وحصلت المعجزة وإستطاع الطيّار الحكيم بالهبوط الإضطراري وأسرع كل الركّاب بالنزول من الطائرة المشؤومة بسرعة كبيرة..
بينما أسرع الكاهن الحبيب بسرعة ليكلّم الطفلة الشجاعة ويعرف ما هو سر شجاعتها.
- لماذا لم تخافي يا إبنتي؟! سأل الكاهن في لهفة..
فردّت الطفلة في وداعة: لأن أبي هو الطيار.. وأنا متأكدة أنّه سيحملني لبرّ الأمان سالمة لأنّه أبي...
عزيزي القارئ...
توكّل على الرب بكلّ قلبك وعلى فهمك لا تعتمد.
في كل طرقك إعرفه وهو يقوم سبلك.
#خبريّة وعبرة
/خدّام الرب/