روت إحدى السيّدات وقالت :
إنتقلنا إلى مسكن جديد وذهب إبني إلى مدرسة جديدة كما صرنا أعضاء في كنيسة أخرى قريبة من البيت الجديد .
تقابل إبني مع جون وهو طفل من الكنيسة في مثل عمره ذو العشرة السنوات وصار الإثنان لا يفترقان لأنهما كانا يذهبان إلى نفس المدرسة كنت أراهما وهما يلعبان ويذاكران معاً...
وإبني يبتسم ويضحك بحركته المعروفة إذ كان يلتفت برأسه إلى ناحية الشمال حتى يسمع جيداً بأذنه اليمني لأنه كان أصماً في أذنه اليسرى منذ ولادته.
مرّت الأيام حتى قرب عيد ميلاد صديقه جون وقال لي إبني : أودّ أن أقدّم هدية لجون في عيد ميلاده، فقلت له : لكن أنت تعلم أن والدة جون ربما ترفض الهدية لأنها لن تقدر على ردها فكنت أعلم ظروفهم المادية.
قال لي إبني : لذا سأترك الهدية على الباب وأرن الجرس ثم أنزل بسرعة وهكذا لن يعلموا من أحضرها ولن يشعروا بإحراج.
فرحت بروح إبني الكريمة ووافقته على خطته التي سينفذها.
لفّ إبني الهدية التي كان يعلم أن صديقه يتمناها بشدّة وهي عبارة عن مقلمة أنيقة بها كل الأدوات الهندسية التي يحتاجها, وفي ليلة عيد ميلاده خرج إبني ليقوم بمهمة المحبة الخفية وعندما عاد بعد ربع ساعة وما إن فتحتُ له الباب حتى إنهار باكياً !!!!
مالك يا حبيبي ما الذي حدث أرجوك تكلّم حتى أطمئن لا شيء يا ماما لا شيء خطير لقد ذهبت إلى العمارة التي يسكنها جون ووجدتُ نور السلّم مطفئ فلم أشاء أن أوقده حتى لا أنكشف, وعندما وصلت إلى الشقة وضعت الهدية على الأرض ومددت يدي لأقرع الجرس ونسيت في غمرة حماسي أن الجرس عندهم غير موجود بل بعض الأسلاك المغطاة ويبدو أنها غير مغطاة جيداً لأنه ما إن مددتُ يدي حيث سرت في جسمي شحنة كهربائية طرحتني أرضاً ، قمتُ جاهداً وجسمي كله ينتفض ثم دققت بيدي على الباب ونزلت السلم جرياً..
أخذت إبني في حضني ونظرت إلى طرف أصبعه فوجدته محروقاً.
وضعت عليه بعض المراهم وأنا أقول في نفسي : لماذا يا رب يحدث لقد أراد آبني تنفيذ وصيتك وهذا ما حدث له لماذا يا رب ؟؟!!!
في اليوم التالي ناديت على إبني وقلت له هيا بنا إلى الكنيسة فلا شيء يجب أن يفسد علينا فرحتنا وسلامنا مع الرب يسوع.
كانت خدمه رائعة أنا أنظر إلى إبني وهو في أشدّ الفرحة وتعزّينا كثيراً وتقابل إبني مع جون الذي حكى له عن الهدية الجميلة التي وجدها على الباب وإبني لا يتكلم بل ينظر إليه بإبتسامة وعيناه تلمعان.
وبعد عدّة أيام من الحادثة لاحظتُ أن إبني لم يعد يلتفت برأسه ليسمع جيداً وسألته كيف تشعر لأني لم أجدك تلفت رأسك أما هو فقال :
إني أشعر أنني أسمع جيداً بالإثنين إذن ينبغي علينا أن نعيد كشف السمع وعند الطبيب تأكد لنا أنّ إبني فعلاً يسمع جيداً بأذنه اليسري, فسألنا الطبيب عمّا حدث فقلت له أن إبني تعرض لصدمة كهربائية فهل يمكن أن يكون هذا هو السبب ؟
فقال الطبيب : نعم تستطيع الشحنة الكهربائية في تنشيط خلايا بها خلل أو عجز جزئي ولكن ليست خلايا بها تلف كلّي إنها معجزة بكل المقاييس..
أدركتُ وقتها أنّ الله كافئ إبني على محبته ولكن بطريقة لم نفهمها في وقتها. ...
"ونحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله الذين هم مدعوون حسب قصده"
(روميه ٨ - ٢٨)
#خبريّة وعبرة
/خدّام الرب/