فاللهُ الَّذي لَمْ يَبْخُلْ بِٱبْنِهِ، بَلْ سَلَّمَهُ إِلَى المَوْتِ مِنْ أَجْلِنَا جَميعًا، كَيْفَ لا يَهَبُ لَنَا مَعَهُ أَيْضًا كُلَّ شَيء؟
إن الله قد سبق ووهبنا حياة إبنه الوحيد كي نصير به شركاء في حياته الإلهيّة ، فلماذا نقلق بسبب إحتياجاتنا الأرضية؟
عادت المرأة السبعينية وحيدة إلى ضيعتها التي تهجرت منها بسبب حرب الجبل قبل عدة سنوات، فشمّرت عن ساعديها وإستأجرت عمالاً لتعيد بناء غرفة واحدة من بيتها المتهدم الذي جعلت له سقفاً من بعض ألواح توتيا، ثم بالمال القليل الذي بقي معها، فلحت الأرض وزرعتها وإقتنت خروفاً وبعض الدجاج، وكانت ليلاً تسهر وحيدة على ضوء القمر لأن الخطوط الكهربائية لم تكن قد أصلحت بعد.
كان أحد أقاربها يتفقدها من وقت لآخر فسألها : ألا تخافين من اللصوص وأنتِ الساكنة الوحيدة في هذه الضيعة المهجورة؟؟
أجابته بفرح ووجهها يشع نوراً :
أنا لا أخاف شيئًا ولا يقلقني شيء لأن المسيح ربي وإلهي حاضر معي ويعتني بي.
في النهار يواسيني ويعزيني،
في الليل يسندني ويقويني،
يقوتني ويشبع كل إحتياجاتي بالتمام، ويردّ عني كل عدوان وشر يهددني !
لقد بذل حياته من أجلي على الصليب أفلا يلبّي أموري هذه الصغيرة ؟؟
" الرَّبُّ رَاعِيَّ فَلاَ يُعْوِزُنِي شَيْءٌ.
فِي مَرَاعٍ خُضْرٍ يُرْبِضُنِي. إِلَى مِيَاهِ الرَّاحَةِ يُورِدُنِي يَرُدُّ نَفْسِي. يَهْدِينِي إِلَى سُبُلِ الْبِرِّ مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ. أَيْضًا إِذَا سِرْتُ فِي وَادِي ظِلال الْمَوْتِ لاَ أَخَافُ شَرًّا، لأَنَّكَ مَعِي... "
(مز ٢٣: ١-٤)
يا فرحي !
/جيزل فرح طربيه/