لماذا لا يرتاح البصًارون والمنجمون ومن يدًعون إمتلاك القدرة على كشف الطالع وفضح المستور وغور المستقبل؟! لماذا لا يرتاح الناس من الخزعبلات المثبت عدم جديتها وصحتها ومنفعتها؟! لماذا لا يرتاحون من تصديق صيبة العين والرقية والكتيبة وأعمال الجن والشياطين؟!!
لماذا لا نصدّق كلام الرب الذي يؤكد أن " ذلِكَ اليَوْمُ وتِلْكَ السَّاعَةُ فلا يَعْرِفُهُمَا أَحَد، ولا مَلائِكَةُ السَّمَاوَات، إِلاَّ الآبُ وَحْدَهُ" فإذا كان الملائكة لا يعرفون المستقبل ولا تلك الساعة فهل الإنسان أعظم من الملائكة؟!! وإذا كانت تلك الساعة، ساعة كل إنسان، هي بيد الله وحده فمن يستطيع إدّعاء غير ذلك؟!
رغم ذلك تزداد أعداد ضحايا من يتعلق بتلك الخزعبلات ويصدق أقوال المنجمين لا بل يعمل بنصائحهم الملتوية والزائفة والزائلة وينسى كلام الرب الذي يؤكد بشكل قاطع أن "أَلسَّمَاءُ والأَرْضُ تَزُولان، وكَلامِي لَنْ يَزُول" فلو كانوا صادقين لماذا لا يبصرون لأنفسهم ويكشفون مستقبلهم ويربحون في ألعاب اليانصيب أو اللوتو مثلاً؟!! لماذا يكشفون على الجرائم والزلازل والهزات قبل حدوثها؟! لماذا لا يساعدون الشرطة في الكشف عن أسماء المجرمين؟!! لماذا؟!!
كم نحن بحاجة اليوم الى أن نكون أبناء "الكلمة" نسير بهديها ونتغذى منها "فكلمة الرب تثبت إلى الأبد" (1بط25:1). وهي صادقة وثابتة وكاملة ومستقيمة لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة منها " لان كلمة الله " حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ ومميزة أفكار القلب ونياته" (عب12:4).
اجعلنا يا رب أن نكون أبناء هذه الكلمة التي خرجت من فمك ولا ترجع إليك " فارغة بل تعمل ما سررت به وتنجح فيما أرسلتها له" (أش11:55). اجعلها فينا " كنار وكمطرقة تحطم الصخر" (أر29:23) وتذوِّب قساوة قلوبنا وتُطهر خبث نوايانا. آمين.
نهار مبارك
/الخوري كامل كامل/