نحوك رفعت عينيّ يا رب السماوات كما ترفع الأمة عينيها إلى مليكها حَتَّى تتحنّن وتتَرَأَّفَ عَلَي !
المسيحي موطنه السماء ...
لذلك يعتبر نفسه في هذه الحياة، كأنه نزيل في فندق ومتغرّب في أرض بعيدة !
فلا ينشغل بالأرضيّات ولا تستهويه ملذّاتها :
له مقتنيات وممتلكات إلاّ أنّه لا يملك عليه شيئ...
له مشاريع و أعمال إلاّ أنّه لا ينشغل بشيء...
كل شيء مباح له لكنه يضبط نفسه في كل شيء...
يهتم بكل شيء ولا ينهم بشيء، لأنّ قلبه يتوق إلى أمر واحد:
أن يحب من أحبه أولاً إلى المنتهى وبذل إبنه الوحيد كي يخلّصه ويخلص العالم !
"غَرِيبٌ أَنَا فِي الأَرْضِ. لاَ تُخْفِ عَنِّي وَصَايَاكَ. انْسَحَقَتْ نَفْسِي شَوْقًا إِلَى أَحْكَامِكَ فِي كُلِّ حِينٍ. لَصِقَتْ بِالتُّرَابِ نَفْسِي، فَأَحْيِنِي حَسَبَ كَلِمَتِكَ."
(مز ١١٩: ١٩، ٢٠، ٢٥)
المسيح قام حقا قام !
/جيزل فرح طربيه/