أتى يسوع إلى العالم ومعه الحياة وافرة لأنه كشف جوهر الانسان وجوهر الله.
معه لم يعد الانسان عبدا بل ابنا، والله لم يعد ديّانا بل أبا رحوماً محبا، قريبا من القلب.
وضع يسوع الله والانسان على خط المستحيلات، اطلق يد المستحيلات في الممكنات، واذا بالله الذي لا يموت يذوق الموت طائعا، حرا مقدما نفسه ذبيحة فداء عن بني البشر لتكون لهم الحياة.
والانسان الترابي، المحدود والمعطوب يطال الالوهية بالقداسة ويعيشها في العالم.
أدخل يسوع الله في الزمن من خلال التجسد، ورمى الانسان المنتهي والمحدود بالله اللانهاية والغير محدود.
ثار يسوع، رافضا الواقع بالدين والدنيا، بالسماء والارض، بالطبيعة والتاريخ، قلب كل شيء، حط الرحمة مكان الذبيحة، والانسان فوق الشريعة، فوق الجمعة والسبت والاحد وكل الايام ، وضع الملكوت ليس في الهياكل انما في القلوب، والعبادة حررها من العبودية وجعلها بالرح والحق.(من وحي تأملات المونسنيور ميشال حايك)
لم تشهد الإنسانية مثل يسوع، أخلى ذاته حتى آخر نقطة دم فداء لخرافه وهم ونحن وجميعنا نعرف صوته نتبعه حيث يريد لنا الحياة، ندخل فيه ونعبر منه إلى حيث الراحة الدائمة والسلام الدائم والفرح الدائم.
هو باب الحياة والنعيم وغيره باب الموت والجحيم، هو الامين على حياتنا ولو كنا غير أهلٍ لها وغيره سارقون ولصوص و"السَّارِقُ لا يَأْتِي إِلاَّ لِيَسْرِقَ ويَذْبَحَ ويُهْلِك"
مع يسوع تزول أسباب الموت المغلقة وحلقات العنف الجنونية والعداوات البغيضة والحروب المرّة والانانيات العفنة والنفسيات المريضة.
مع يسوع تعرف الخراف طعم الحياة وتعيش الإنسانية في أوطان المحبة حيث تزول الحدود والامتيازات وتردم الهوة بين الانسان والإنسان وبين الإنسان والله ويعيش الحمل في حضن الأسد وتتحول السيوف القاطعة الى مناجل تحصد الخير واليمن والبركات...
هذا الذي أزعج اليهود ولا زال يزعج الكثيرين من حفاري القبور وتجار لحوم البشر الذين يريدون قتل الانسان عملا بوصية أبيهم إبليس لا بوصية ابراهيم ولا بوصية الله.
ارحم يا رب، ارحم شعبك، واجعلنا من خرافك وأعطنا بوفرة لا متناهية نعمة الحياة بك ومعك. آمين.
نهار مبارك
/الخوري كامل كامل/