زار ملاكان الأرض، و في طريقهما طرقا على باب قصر فخم جداً و سألا أصحابه أن يسمحا لهما بالمبيت ...
فوافق أصحاب البيت على مضض، و أعطوهما غرفة في البدروم، و أعطوهما كسرة خبز ليتعشيا بها و في الحجرة نظر الملاك الكبير إلى السقف فوجد فيه جزءاً مكسوراً فرمّمه.
في الصباح إنطلقا في طريقهما ...
وفى المساء طرقا باب كوخ يبدو عليه الفقر الشديد وسألا أصحابه أن يعطوهما كسرة خبز ليسدّا بها جوعهما و أمّا أصحاب البيت فأصرّا أن يدخلونهما و قدّما لهما عشاءً طيباً مكوناً من الفطير و العسل ثم أدخلوهما أكبر غرفة في المنزل و بات أصحاب البيت على الكنب في غرفة المعيشة و في الصباح وجد الفلاح بقرته الوحيدة ميتة!!
فنظر الملاك الصغير إلى الملاك الكبير و قال له :
"هذا شئ غريب و عجيب، فالناس الذين إستضافونا على مضض ساعدتهم و رمّمت لهم السقف الساقط واما الذين رحّبوا بنا و أعطونا من أعوزهم ،لم تفعل شيئاً لتمنع موت بقرتهم الوحيدة التي يسترزقون منها."
إبتسم الملاك الكبير و قال له :
"لا تأخذ الأمور بحسب الظاهر، فأنا أصلحت السقف لأن تحته سبيكة ذهبية، لم أرد لهم أن يكتشفوها لأنهم غير أمناء على وزنة المال، و أما الليلة الماضية، فجاء ملاك الموت يطلب نفس زوجة الفلاح و أنا طلبت من الرب ان يجعله يأخذ البقرة بدلاً منها. "
أحبائي....
ليتنا نثق أنّ الله يفعل كل شئ لخيرنا ، حتى و لو لم ندرك نحن ذلك ...
فعندما نسلم له و نشكره ، سنعيش في فرح و سلام مهما كانت ظروفنا ...
#خبريّة وعبرة
/خدّام الرب/