من المدهش أنه على الرغم من نقصنا وعدم كمالنا، لا بل عدم أمانتنا، فان الرب يحبنا كما نحن، وما زال يحبنا، فهل نحب مثلما أحبنا؟( وأنَّكَ تُحبُّهُم مِثلَما تُحبُّني).
هو يحبنا من دون شروط، في أوقات الهدوء والغضب، في الرخاء والشدة، في الصحة والمرض، في السراء والضراء، في الموت والحياة.
هو لم يتوقع منا أن نكون كاملين، لماذا نتوقع الكمال نحن من الاخرين؟ (خصوصا الازواج)
إذا كشف أحد الزوجين عن عيب أو قصور في الاخر، فما العجب في ذلك؟
العجب ليس في النقص عند الاخر انما في عدم الاحتمال والصبر. أليس على المحب أن يكون رحوما – رؤوفا، كما يترأف الوالد بأبنائه ويستر هفواتهم ويسعى لبنيانهم؟ "المحبة تستر الكثير من الخطايا"( 1بط 4/8)
ماذا ينفع التجريح والادانة وتناول الاخر في ضعفه وتذكيره في ماضيه؟
ألا يغلق هذا قلب الاخر على أي توجيه أو تقويم؟
أليس من الافضل ألا ننظر الى الوراء كي لا نعيق تقدمنا في سباق الحياة ؟ " يَهُمُّني أمرٌ واحدٌ وهوَ أنْ أنسى ما ورائي وأمتد إلى الأمامِ، أسعى نحو الهَدَفِ"(فيل 3/13-14)
أليست "ضمة واحدة" أو " معانقة واحدة" أو "جلسة مصارحة ومشاركة وصلاة" تعطي مفعولا سحريا وتفتح ابوابا ولو صغيرة الى القلوب وتحول الاوقات العصيبة الى لحظات ثمينة من الحب والفرح؟
لنوفر على نفوسنا عمليات البحث المتعبة عن حب مفقود، أو فرح وهمي في حياتنا وبيوتنا، فما من زوج في العالم يستطيع تلبية كل احتياجات زوجته وأبنائه، ولا يوجد زوجة في العالم تستطيع أن تلبي كل احتياجات زوجها وأبنائها...
إن أكبر خدمة يمكن لزوج أن يقدمها لشريكه هي في طريقة تعبير الوجوه والعيون والكلمات المشجعة لتقريب القلوب الى بعضها في أصعب الظروف لأن " قلب الانسان يفكر في طريقه، والرب يهدي خطوته"(أم 16/9).
نهار مبارك
/الخوري كامل كامل/