يختصر هذا المشهد من الإنجيل كل مأساة لبنان :
الغني الجاهل الذي يمتلكه الطمع حرم أخوته من خيرات بلدهم... فتشير الإحصاءات إلى أن ١ ٪ من المودعين يمتلكون حوالي ٥٠ ٪ من الايداعات المصرفية، ويمتلكون القرار وحرية التصرف في مستقبل الناس ومصيرهم وتهديدهم في لقمة عيشهم وحياتهم!!!
الغني الجاهل ادّخر لنفسه أموالاً، تكفيه لسنين وسنين، ولا يرى في العالم سوى نفسه :
"يا نَفْسِي، لَكِ خَيْرَاتٌ كَثِيرَةٌ مُدَّخَرَةٌ لِسِنينَ كَثِيرَة، فاسْتَريِحي، وَكُلِي، واشْرَبِي، وَتَنَعَّمِي.."
الغني الجاهل الذي يظنّ أنه مكتفياً بنفسه ولا شيء ينقصه، ومن ثمّ يكتشف أن الوحدة تقتله، فعندما يجوع الشعب يخاف الغني أن يخرج من عزلته فيغلِّف نفسه بكفن الانانية..الغني الجاهل الذي يشعر أنه أفضل من الناس، وفوق الناس يسقط في فخ صنعه بيديه خزّن أمواله في أهراءات المصارف لقاء فوائد خيالية، والمصارف خزّنتها في المصرف الكبير فأتى اللص الأكبر الذي يسمى رجل الدولة فسرق خزائن الأغنياء في ليلة لم يكن فيها ضوء قمر...
الغني الجاهل الذي لم يشارك الناس أفراحهم حرمته الاجراءات المصرفية الفرح والسرور... فكيف يُعقل لمن يملك المليارات أن يتساوى بالفقراء أصحاب المداخيل الصغيرة - المحدودة على أبواب المصارف ولا يستطيع سحب سوى النذر القليل من خزائنه؟!
الغني الجاهل الذي لم يشبع من تجويع الفقراء ولم يمتلء من نهبهم خبزهم المحروق لا بل سابقهم على حصاد السنابل الفارغة، ها هو يسمع كلمة الديّان العادل :
"يا جَاهِل، في هـذِهِ اللَّيْلَةِ تُطْلَبُ مِنْكَ نَفْسُكَ. وَمَا أَعْدَدْتَهُ لِمَنْ يَكُون؟"
لكن وعد الله لأتقيائه أنهم :
"لا يَجوعونَ ولا يَعطَشونَ، ولا يَضرِبُهُمْ حَرٌّ ولا شَمسٌ، لأنَّ الذي يَرحَمُهُمْ يَهديهِمْ وإلَى يَنابيعِ المياهِ يورِدُهُم.. لأنَّهُ هكذا قالَ الربُّ:"هَأنَذا أُديرُ علَيها سلامًا كنهرٍ، ومَجدَ الأُمَمِ كسَيلٍ جارِفٍ، فترضَعونَ، وعلَى الأيدي تُحمَلونَ وعلَى الرُّكبَتَينِ تُدَلَّلونَ. "
(أشعيا ٤٩ / ١٠ و ٦٦ / ١٢).
يوم مبارك
/الخوري كامل كامل/
أضغط هنا... للإنتقال إلى صفحاتنا على سوشيال ميديا