إنطفأت الكهرباء فجأة في البيت، عندها بدأنا كلّنا نتذمّر ونتأفف، وما هي إلّا لحظات حتّى رأينا نوراً قادماً نحونا.
إنّها اُمّي قادمة وهي تحمل شمعة بيدها.. وضعتها أمامنا على الطاولة وسط الغرفة، فسرحتُ وأنا أنظر وأتأمّل هذه الشمعة، أحسستُ وكأنّي لأوّل مرّة أنتبه للشمعة ولوجودها، ليس في بيتنا فحسب بل في حياتنا.
ورحتُ أُفكِّرُ في أنّنا عندما أخرجنا الشمعة من علبتها لم تتشبّث في مكانها وتخيّلتُ وكأنّها تقول لنا : لمّا كانت لكم أنواركم الكهربائيّة وضعتموني جانباً ولم تهتمّوا بي، فلماذا الآن تريدونني؟
أنا لا أريد أن أنير لكم.
لم تقل الشمعة شيئاً من ذلك، بل إشتعلت لكي تُضيء عندما إحتجنا إليها.
وعُدتُ أفكِّرُ ثانية.. إنّ هذه الشمعة لم تحاول أن تكون نوراً كهربائيّاً، إكتفت أن تكون شمعة تؤدّي عمل الشمعة.
إن القوّة الكهربائيّة فيها قوّة ١٠ أو ١٠٠٠ شمعة، وهي تستطيع أن تُدير الآت كهربائيّة ضخمة، أمّا ما إستطاعت الشمعة أن تُعطيه فهو ضوء شمعة واحدة.
ولكن كم كان ذلك النور مهمّاً وسط الظلام؟
اُعجبتُ بهذه الشمعة لانّها كانت راضية أن تبذل نفسها في سبيلنا.
فعندما كانت تُرسل نورها كانت تسكب حياتها، وحالما يُشعلُ عود الثقاب فتيل الشمعة تبدأ في الذوبان، وكل شُعاع من النور كان فناء لجزء من حياتها، وهذه هي الخدمة الصحيحة.
العِبــــــــــرة
أولادي هل فهمتم ما قصدتُ؟ لقد علّمنا يسوع المسيح أن نحبّ بعضنا بعضاً.
فهل تخدم أخوتك وتُنير لهم في حياتهم؟ إذا كنت تعمل عملاً بسيطاً، هل تقبل أن تقوم به وأنت راضٍ عن نفسك؟
نتلاقى غداً بخبرية جديدة.
/الخوري جان بيار الخوري/
#خبريّة وعبرة
#خدّام الرب