HTML مخصص
19 Aug
19Aug


يعمل الآباء الساليزيان في لبنان جاهدين من أجل مد يد المساعدة للأشخاص المتضررين جراء الانفجار المدمر الذي دوّى في مرفأ بيروت مساء الرابع من آب أغسطس الجاري في وقت تدفق فيه إلى العاصمة عدد كبير من الشبان والشابات المسيحيين والذين قدموا من مختلف المناطق اللبنانية لكي يساعدوا البيروتيين في عملية تنظيف ما خلّفته هذه الحادثة المأساوية من دمار وخراب.

تشهد المدينة اليوم، وبعد مرور أسبوعين على هذه الكارثة، سباقاً في التضامن من قبل العديد من الشبان المسيحيين الذين هبوا لمساعدة مواطنيهم بعد أن تعرضت المدينة لانفجار هائل دمّر المرفأ والأحياء المتاخمة وأسفر عن سقوط أكثر من مائة وسبعين قتيلا وآلاف الجرحى والمصابين. ولم يتردد الآباء السياليزيان في مد يد المساعدة للأشخاص الذين فقدوا سكنهم، ومن يفتقرون إلى الرعاية الطبية، ومن يحتاجون إلى الغذاء والمساعدة في إعادة أعمار بيوتهم المتضررة. كما أطلقوا أيضا حملة لجمع التبرعات ترمي إلى استئناف النشاطات الإنتاجية في أسرع وقت ممكن.


والمعروف أن أبناء القديس بوسكو، وفضلا عن تواجدهم في بيروت، ينشطون أيضا في مدينة جبيل الواقعة على بعد سبعة وثلاثين كيلومتراً شمال العاصمة اللبنانية، حيث يديرون كنيسة وبيتا للضيافة ومركزا للشباب، بالإضافة إلى مركز للتأهيل المهني، معروف جدا على الصعيد الوطني. واللافت أن حضور هذه الجمعية في لبنان يعود إلى النصف الثاني من القرن المنصرم.


وقد أصدر الآباء الساليزيان مذكرة أكدوا فيها أن نشاطهم وُجه خلال السنوات الماضية نحو اللاجئين القادمين من العراق، ومعظمهم من المسيحيين الكلدان، ومن سورية أيضا. ومن بين هؤلاء كثيرون كانوا يعملون في بيروت وبالتحديد في المناطق التي طالها هذا الانفجار. وقد اتسعت رقعة المساعدات لتشمل العائلات اللبنانية التي تضررت بسبب الحادث، لاسيما الأشخاص الذين تكبدوا خسائر فادحة، إذ فقدوا أحد أحبائهم أو منزلهم أو عملهم.


ولم يقتصر نشاط رسالة القديس بوسكو على الأراضي اللبنانية إذ أطلقت الجمعية على موقعها الإلكتروني حملة لجمع التبرعات من مختلف أنحاء العالم ترمي بشكل رئيسي إلى توفير الدواء والغذاء وأيضا الدعم السيكولوجي للأطفال الذين أصيبوا بصدمة نتيجة انفجار مرفأ بيروت. وأوضح الموقع الإلكتروني أن ثمانين عائلة بدأت بالإفادة من تلك المساعدات الملموسة.


للمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز مقابلة مع الكاهن الساليزياني سيمون زاكاريان المسؤول عن رسالة القديس بوسكو في لبنان والذي تحدث عن التزام الجمعية والشبان المسيحيين لصالح البيروتيين الذين تضرروا في الانفجار. وقال: إننا نتواجد على مسافة أربعين دقيقة بالسيارة من مرفأ بيروت، لكن على أثر وقوع الانفجار المدمر هرع شباننا إلى مكان الحادث، وسرعان ما انضم إليهم عدد كبير من الشبان والشابات المسيحيين الذين توافدوا من المناطق اللبنانية كافة. وقدم هؤلاء مساعدتهم للسكان في عملية إزالة الأنقاض، وقاموا أيضا بتوزيع المساعدات الغذائية على المحتاجين.


بعدها تطرق الكاهن الساليزياني إلى النشاطات التي يقوم بها المركز الساليزياني في مدينة جبيل إذ توافد إليه عدد من العائلات المسيحية التي تدمرت بيوتها في انفجار مرفأ بيروت، ومن بينها أيضا أسر من النازحين العراقيين. وأوضح أن النسبة الأكبر من هذه العائلات لا تريد التخلي عن منازلها، وقد باشرت بإعادة ترميمها أيضا بفضل مساعدة الآباء الساليزيان، وهذا يحصل في وقت تسعى فيه بعض المجموعات إلى شراء المنازل المتضررة بأسعار زهيدة، مستفيدة من هذه المأساة.


وسلط المسؤول عن رسالة القديس بوسكو في لبنان الضوء على الوضع الاجتماعي والذي كان صعباً للغاية قبل وقوع الانفجار، بسبب الأزمة الاقتصادية والسياسية، ونتيجة الفساد، واتساع رقعة الفقر. وما زاد الطين بلة وباء كوفيد 19 مع العلم أن لبنان يشهد في هذه الأيام ارتفاعاً مقلقا في عدد المصابين بالفيروس. وقال إنه يلتقي يوميا بعائلات تعجز عن توفير التحصيل العلمي لأبنائها، لأنها فقدت العمل وكل شكل من أشكال الدخل.


في ختام حديثه لموقع فاتيكان نيوز أشار الأب زاكاريان إلى وجود بصيص أمل في لبنان يتمثل في النشاط الذي يقوم بها العديد من الشبان والشابات الذين قرروا مد يد المساعدة للمحتاجين. وقال إن هؤلاء حملوا الأمل لأهالي بيروت وللبنان. كما أن البابا فرنسيس عبر عن قربه من الناس، لافتا إلى أن لكلمات البابا وقعاً إيجابيا في المجتمع اللبناني بأسره، كما أن مواقفه شجعت الجماعة الدولية على الوقوف إلى جانب لبنان خلال هذه المرحلة الصعبة.


المصدر : فاتيكان نيوز

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.