ماذا نطلب في صلاتنا من الله؟ وماذا ننتظر منه؟
وهل ننتظر ونصبر لننال سؤالنا؟!
وهل الصلاة تقتصر على الطلب من الله عند الحاجة؟
وهل الطلب في الصلاة إلى الله هو لتلبية حاجات مادية؟!
هل نطلب من الله أن يكون هو في خدمتنا أو نطلب منه أن نكون نحن في خدمته؟
هل نطلب من الله أن يعرف هو حاجتنا وإرادتنا أو نطلب منه أن نعرف نحن إرادته؟
هل نطلب من الله ما نملكه نحن أو ما يملكه هو؟
هل نطلب من الله روح العالم أو نطلب منه روحه؟!
ماذا لو غيّرنا اليوم موضوع صلاتنا؟
لنطلب من الله وبإلحاح أن نراه.
فالمؤمن بالمسيح يستطيع رؤيته، بينما العالم لا يستطيع.
إذا لم يستطع المؤمن رؤيته لا يقدر على معرفته، وإذا لم يعرفه لا يتغير ولا يتحوّل ليصبح شبهه، أي على صورته ومثاله...
يؤكد بولس الرسول أن من يلتقي بالرب يتغير ويتحول إلى صورته، فمن يرى الرب
"يتغير إلى تلك الصورة عينها، من مجد إلى مجد كما من الرب الروح"
(٢ قور ٣ / ١٨)
أليس غريبا أن نصلي ونبقى على ما نحن عليه، في سلوكنا وعقليتنا وشخصيتنا وحالنا؟! ألا نتصرف أحياناً وكأننا لا نعرف المسيح؟!! أليس فينا وبيننا من يحب ذاته أكثر من الله ويعبد المال بدل الله؟!! أليس فينا وبيننا من يعصي أهله لا بل يهملهم في آخرتهم لا بل ينبذهم ويحتقرهم؟!! أليس فينا وبيننا من يرفضون الحياة؟!! يشرعون الإجهاض... يقتلون الطفولة... يشوهون الحب... يفككون العائلة... يعيشون حالة الخداع وهم أبناء الكنيسة لكنهم ينكرون قوة التقوى ونعمة الروح.
هذا النكران يُفرمل تحولهم إلى نواة مسيحيين حقيقيين.
يؤكد بولس الرسول أن هؤلاء "يتعلمون في كل حين، ولا يستطعن أن يقبلن إلى معرفة الحق.."
في حديث لي مع إحدى الفرق الكشفية، سألتهم : "ماذا تطلبون في الصلاة؟" فهمست فتاة صغيرة أنها تطلب في صلاتها يسوع!!! أذهلتني بإجابتها العفوية جداً والعميقة جداً، فأعدت السؤال بطريقة مختلفة، فكرّرَت إجابتها الاولى وبصوت مرتفع أنها في صلاتها إلى يسوع تطلب منه يسوع!!!
عسانا في صلاتنا نطلب كتلك الفتاة الصغيرة.
"أعطنا ربّي قبلَ كلِ عطاءٍ أنّ نحُطَّ التفاتَةً في سَناكَ ... كلُّ ما دونَ وجهِكَ الجمِّ وهمٌ أعطنا ربّي أعطنا أن نراكَ". آميـــــــن.
نهار مبارك
/الخوري كامل كامل/