من صفات الثعلب أنه ماكر ويتصف بالحيلة والدهاء والكذب.
وصفة الإنسان "الثعلب" تطلق على الذين يفوقون الثعالب خبثاً ومكراً وشراً في كلامهم وسلوكهم...
والمقصود بالمكر والخبث هو الظهور بشخصية متساهلة وقريبة من الآخر حتى تستميله ومن ثم تنقض عليه بقساوة لا وصف لها.. لكن في كلا الحالتين يكون صاحب شخصية "الثعلب" هو الخاسر الأكبر.
فإذا لعب دور "المتساهل" سيداس من قبل "عابري الطريق" وإذا لعب دور "الشخصية المتحجرة " سيكسر حتماً ويذهب مع الريح...
أظهر بعض الفريسيين حرصهم على سلامة يسوع، فإقتربوا منه ونصحوه أن يخرج من أورشليم هرباً من هيرودس الذي يريد قتله!!
أرادوا أن يظهروا محبتهم الزائفة له، أرادوا أن يخدعوه كوسيلة حقيرة لإفشال مشروعه.
لكن من يستطيع إخفاء نواياه الداخلية عن يسوع؟ من يستطيع التمثيل أمامه؟ لا أحد... فهو فاحص الكلى والقلوب وبخفايا الحاضر والمستقبل والعالم بالافكار قبل ولادتها، وبالكلمات قبل خروجها من الفم، وبالنوايا الباطنية لكل بشر...
كشف يسوع خداع الفريسيين وأرسلهم إلى الثعلب هيرودس ليقولوا له بوضوحٍ كليّ أن مسيرته نحو الصليب ستستمر، ورسالته هي طرد الشياطين وتأسيس ملكوت الله وبالتالي لا ينافسه على مملكة الأرض ، لذلك وصفه بالثعلب الذي يحفر بيته في جوف الأرض ، أما يسوع سيخرج من جوف الأرض قائماً ومنتصراً، كي لا يبقى للموت من سلطانٍ عليه.
مملكة يسوع هي في القلوب الطاهرة، في النفوس النقية، في العقول المتواضعة لذلك شبّه نفسه بالدجاجة التي تحتضن فراخها تحت جناحيها وتجمعهم بمحبة لا وصف لها لتكون لهم الحياة... أما مملكة هيرودس فتشبه الديك الروماني الذي كان يوضع في المستعمرات رمزاً للكبرياء وعلامة للعنف والقتل من أجل السلطة...
ذهب الفريسيون مع الريح وإنكسرت مملكة هيرودس، وأكمل يسوع مسيرته بهدوء تام دون خوفٍ من الذين يقتلون الجسد، دون تراجع في وقت الشدة والألم ، دون إستسلام في زمن الصليب... أكمل مسيرته حتى القيامة كي تكون الحياة وافرة لكل من يُؤْمِن به ويعمل بمشيئة أبيه. آميـــــــن.
نهار مبارك
/الخوري كامل كامل/