HTML مخصص
29 Aug
29Aug


في أحد الممالك البعيدة عاش ملك كريم مع بناته الأميرات الثلاثة بعد وفاة والدتهن الملكة، وقرّر الملك يوماً إختبار مدى حبّ بناته الثلاثة له.

فسأل إبنته الكبرى وقال لها ما مدى حبك لي يا إبنتي الغالية ردّت البنت الكبرى دون تفكير قالت أحبك حب السمك للبحر يا أبي الغالي ففرح بإجابتها كثيراً، فهو يعلم حب السمك للبحر فالسمك لا يمكن أن يعيش أبداً إلاّ في البحر، فكافئ إبنته هذه بأن أعطاها قصراً فخماً ضخماً تعيش فيه، وأعطاها كمية كبيرة من المجوهرات الغالية.

ونادى البنت الوسطى وسألها نفس السؤال فأجابت بسرعة أحبك يا أبي كحب الطير للسماء الزرقاء، ففرح أيضاً من قولها وكافئها بأن أعطاها قصراً ضخماً يشبه قصر أختها الكبرى، وأعطاها كمية كبيرة من المجوهرات الغالية والثمينة فهو يعلم أن الطيور تعشق السماء كثيراً ، والطيور تهوى دائماً التحليق والطيران بحريّة لا نهاية لها في السماء الواسعة.

ونادى الملك  إبنته الصغرى وسألها نفس السؤال فأجابت والدها الملك وقالت أحبك يا أبي الغالي مثل حب الشطة للزعتر، فثار الملك من إجابة إبنته الصغرى لأنّه ظنّ أنّها تسخر منه ولا تحبّه وضربها وطردها من القصر أمام الجميع، وقام الناس  بسبّها وضربها لما خرجت من القصر لما قالته لوالدها الملك .

لكن مزارع فقير بسيط أنقذها من الناس وعطف عليها وعلى حالها وتزوجها وعاش معها في كوخه البسيط والمتواضع، ومرّت الأيّام والسنين  وخرج الملك يوماً للصيد فتاه في الغابة،  وبحث عنه حاشيته فلم يجدوه أبداً.

وسار الملك مسافة كبيرة وبعيدة ووجد الملك نفسه أمام كوخ بسيط طرق بابه ففتح له المزارع البسيط زوج إبنته الذي لم يعرفه وأكرمه وسمعت الفتاة صوت والدها الملك فلم تخرج وقالت لزوجها قدّم الزعتر والزيت للضيف ، وقدّم المزارع الطعام للملك.

لكن الملك صرخ متعجّباً قال كيف تأكلون الزعتر بدون شطة يا أهل البيت الكرام فالزعتر بدون شطة يسبب المغص القوي في المعدة والإمعاء، وأدرك الملك فجأة المقصد من كلام إبنته الصغرى وبكى كثيراً لأنه طردها وظلمها  وتسرّع في الحكم عليها ولم يفهم قصدها  ونيّتها الصافية والمخلصة، فهي تعلم جيداً حب والدها الملك للزعتر والشطة.

ولما إنتهى الملك من الطعام رفع رأسه وعينيه تدمعان فوجد إبنته الأميرة الصغرى تقف أمامه مباشرة وأدرك أنّها تزوجت المزارع البسيط وتعيش في كوخ بسيط، وقالت الأميرة لوالده الملك هل فهمت قصدي يا والدي  الحبيب الآن.

فقام الملك وقبّل إبنته وإحتضنها بقوّة وإعتذر منها كثيراً وكافئها على حبّها القوي له، وأخذها معه للقصر وجمع الناس كلهم وقال لهم عن حب إبنته الصغرى له وأعاد لها إحترامها بين الناس، وقدّم الملك لها قصرين كبيرين فخمين وأعطاها أيضاً الكثير والكثير من المجوهرات الثمينة والغالية، وعاش الجميع في سعادة وهناء.



نلتقي غداً بخبريّة جديدة


خبريّة وعبرة

/الخوري جان بيار الخوري/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.