كان بناء جسر الباب الذهبي عند مدخل سان فرانسيسكوا يتعطّل بإستمرار لأسباب غير معروفة، وكان أحد المعوّقات المحيّرة والمربكة هو بسبب بشري.
كلّما كانت عملية الإنشاء تجري قدماً، كان العمال يصيبهم الخوف والذعر، إذ عرفوا أنه كلما كان يُنفق مليون دولار في إنشاء الجسر، كان أحد العمال يموت في المعتاد.
أٌجريت كل الإحتياطات اللازمة، فقد أُعطي للعمال خوذات صلبة، وأحذية لا تنزلق، وأردية واقية للحياة، وفحوص طبية وغذاء مميز ليمنع إحتمالات الإصابة بالدوار؛ ولكن لم تُجد كل هذه الإحتياطات نفعاً، وكان من الواضح أنّ العمل يتعوّق بسبب الفكر السائد والمزعج :
"ماذا لو سقطت في المياه التي هي في أسفل ومت؟".
وفعلاً فإنّ كثيرين سقطوا وماتوا وكان العدد يزداد كل يوم.
وأخيراً أدرك رئيس المهندسين أنّ ما كان يُخيف العمال ليس هو خطورة السقوط؛ ولكن هو الخوف من السقوط ذاته؛ ولذلك فإنه فكر ما إذا كان من الممكن إعطاء الرجال الضمان أنه حتى لو سقطوا من الجسر الذين يقومون بإنشائه فلن يقعوا في الماء، فإنّ خوفهم وفزعهم سيتلاشي.
من ثم كانت الإجابة هي عمل شبكة كبيرة من الحبال تمتد بطول الجسر، ولكن تهيأ أن مثل هذا العمل سيكون مضحكاً، ولكن صمّم كبير المهندسين علي تنفيذه.
كلفت هذه الشبكة ٨٠٠ ألف دولار، ولكن تبيّن أنّها كانت أفضل تأمين للعمل والعمال.
ما إن أقيمت الشبكة إلاّ وتبدّد تماماً الخوف من السقوط، وبدأ العمال في تركيز فكرهم في العمل بدلاً من أن ينشغلوا في الخوف من السقوط.
أخذ العمل يجري بسرعة وبأكثر كفاءة.
بالفعل لم يتغيّر شيء من نوعية العمل، ولكن وجد العمال إجابة مقنعة للسؤال :
"ماذا إن سقطت من فوق الجسر ؟"
نحن نجد في المسيح إجابة مقنعة لواحد من أكثر الأسئلة قلقا في الحياة :
"ماذا لو سقطتُ من فوق جسر هذه الحياة؟"
في المسيح، حتي ولو أمسك بنا الموت، سنكون مقتنعين أنه يوجد تحتنا شبكة حب المسيح لتنتشلنا في أمان.
تقول كلمة الرب :
"الإله .. ملجأ والأذرع الأبدية من تحت" (تث ٣٣: ٢٧)
#خبريّة وعبرة
/خدّام الرب/