كان الشيطان يسير على الطريق غاضباً لأنه لم يتمكن، منذ عدة أيام، أن يجذب أحداً إلى فعل الشر.
فرأى حماراً يرعى العشب على حافة الطريق قال في نفسه : إن لم أجد إنساناً ربما يمكنني أن أفسد هذا الحمار.
فإقترب منه و قال له : أيّها الحمار، سأعرض عليك عرضاً لن تستطيع رفضه.
فقال الحمار : كلّي آذان صاغية.
فقال الشيطان: سأعطيك ٤٠ دولماً من الأرض المملوءة دائماً بالعشب الطري، وعليك فقط بالمقابل أن تجثو على ركبتيك و تسجد لي .
فكّر الحمار دقيقة وقال :
لا شكراً، إنّ معلّمي يعطيني طعاماً كافياً، وفضلاً عن ذلك كيف لي أن أتأكّد أنّك ستعطيني الأرض؟
فأجاب الشيطان : أنا أمير العالم، لي قدرة عجيبة وحكمة عظيمة وما من شيء في الدنيا لا أعرفه.
لكن الحمار أجاب بهدوء قائلاً : لكنك لستَ أذكى مني.
غضب الشيطان بشدّة وقال : أريد برهاناً على ذلك.
أجاب الحمار : إليك البرهان.
أنا الحمار، أليس كذلك؟
قال الشيطان متهكمّاً : نعم أنت حمار ثم ماذا؟
قال الحمار : نحن الحمير نحمل الأثقال وننقلها من مكان إلى آخر.
لكن إذا ثقل الحمل كثيراً نتوقف عن السير ولا شيء يحرّكنا.
يظن الناس أن الحمار عنيد، لكن ليس الأمر كذلك.
عندما يكون حملي ثقيلاً فيخفف معلمي الحكيم الحمل لأتمكن من السير مجدداً.
فتعجّب الشيطان وسأل : أهذا يجعلك أذكى مني؟ كيف؟
قال الحمار : عندما قام يسوع المسيح من بين الأموات غلب الموت وغلبك أنت أيضاً لأن الخطيئة هي الموت.
إنّك لا تزال تحاول أن تجذب الناس نحو الشر لكنك لن تنجح.
أظن أن حملك ثقيل جداً ولن تصل إلى شيء.
حاول الشيطان محاولة أخيرة وصرخ : أهذا يجعلك أذكى مني؟
قال الحمار : أمر بسيط أنا أتّكل على سيدي ليخفّف حملي قبل أن أرفض السير ويضحك الناس عليّ.
العبـــــــــــــــــــرة
هو الذي قال :
" تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْتْعَبِينَ وَثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ "( متى١١/ ٢٨ ).
وأنت على مَن تتكل ؟!
نلتقي غداً بخبريّة جديدة
خبريّة وعبرة
/الخوري جان بيار الخوري/