شاب بإحدى الليالي شعر بالبرد فأشعل النار في كومة من الحطب ، وقف ينظر إليها ؛ثم ألقى بنفسه فيها.
أسرع بعض المارة و تمكنوا من إنقاذه ، بعد أن أصيب بإصابات بالغة ،و حروق شديدة و في التحقيق قال الشاب :
بينما كنت أستدفئ ،حملقت في ألسنة اللهب عندما إرتفعت و أعجِبت بمنظرها ، و شعرت بقوّة لاشعورية تدفعني أن ألقي بنفسي فيها.
عزيزي القارئ...
ربما تتعجّب لهذه الحادثة الحقيقية، والتي نُشرت في إحدى الجرائد اليومية فتقول : هذا جنون ؟؟
لكن!!!
أليس هذا ما يقدم على فعله الكثير من البشر منا عندما تلمع في أعينهم ألسنة نار الخطية ، في ثوبها الأحمر و الصاخب ، فتتوهّج الشهوة ، و إذا بقوة لا شعورية تدفعنا إليها.
فنلقي بأنفسنا بين أحضانها، فلا نحصد منها سوى المرار و الرماد ؟؟
و لماذا قطع هيرودس رأس يوحنا المعمدان " أعظم المولودين من النساء " ؟؟
أليس لأنه أعجب بمنظر إبنة هيروديا و رقصها فأقسم أن يعطيها مهما طلبت حتى نصف المملكة؟
إن الخطيّة كالخمر في تأثيرها ، لذلك جاء التحذير:
"لا تنظر إلى الخمر إذا إحمرت حين تظهر حبابها في الكأس و ساغت مرقرقة في الآخر تلسع كالحية و تلدغ كالأفعوان "
فالخطية تبدأ بالفكر ( النار )ثم تحرك العواطف و المشاعر ( الوقود )
ثم تجر الإرادة ( الحريقة )
لذلك يقول الحكيم :
"لا يمل قلبك إلى طرقها ، و لا تشرد في مسالكها لأنها طرحت كثيرين جرحى و كل قتلاها أقوياء، طرق الهاوية بيتها ، هابطة إلى خدور الموت "
#خبريّة وعبرة
/خدّام الرب/