ذات يوم خرج خروف من الحظيرة ولم يعد.
ماذا حدث؟ أمور كثيرة تداخلت دفعته أن يعدوا سريعاً.
سريعاً وإلى أبعد مكان.
عرف الراعي.
فحزن.
إنكسر قلبه.
سالت دموع غزيرة من عينيه.
فقد كان يحب خروفه جداًّ.
قرّر أن يخرج ليبحث عنه ويعود به، فقد بلّغه شخص ما أنّ الخروف الآن على الجانب الآخر من الوادي والطريق إلى هناك وعر والوحوش المفترسة بلا حصر .
لم يقدر الراعي أن يقاوم إلحاح قلبه.
ذهب يفتّش عنه غير محتسب للأخطار.
جرحت أشواك الطريق الحادة قدميه وأسالت منها الدماء.
لم يتراجع.
أصرّ أن يجد خروفه.
قارب أن يصل لمكانه.
وبقى أن يجتاز الآن من حديقة مخيفة ثم يصعد بعدها تلّة.
صمّم ساكنوها على أن يقتلوه.
لم يعبأ مرّ على جثسيماني ثم صعد بعدها إلى الجلجلة. ألم .
أهوال.
دماء.
موت.
أبشع موت.
ثم قام من القبر ليكمل بحثه عن الخروف ! .
أخيراً وجده.
فرح جداً جداً به.
فكم كان يحبّه.
إنحنى على الأرض وحمله.
لم يقدر أن يطلب منه أن يسير ورائه.
لم تعد للخروف قدرة أن يرى أو يسير فقد أتلفت الغربة عينيه وأوهنت عضلاته لذا حمله الراعي.
رفعه من الطين على يديه القويّتين.
غسله من القذارة.
ووضعه على منكبيه.
لم يمانع الخروف فقد ملّ الأرض البعيدة.
خنقته همومها وأتعبته ملذّاتها.
أسره حبّ الراعي له.
أسره على نحو خاص آثار الجلجثة الباقيه على جسد الراعي حين عرف أنها بسببه.
نفذ حب الراعي إلى أعماقه , عاد إلى الحضيرة.
خروفاً نظيفاً.
خروفاً يبدأ صفحة جديدة.
كان ميّتاً فعاش.
العِبــــــــــــرة
يا أولادي هذه حقاً هي قصة لقاء كل إنسان تائب مع يسوع.
عاش من قبل في الخطيئة ، لقاء الخروف الضال مع الراعي المصلوب.
ما أحلى قلب هذا الراعي.
قلبه متّسع .متّسع بحب عجيب إلى أقصى حد لكل إنسان وفي كل وقت.
لك أنت شخصياً.
نلتقي غداً بخبرية جديدة
#خبريّة وعبرة
/الخوري جان بيار الخوري/