"لنتأمل معموديّة يسوع وكان يُصلي، إنفتحت السماء، ونزل الروح القدّس عليه"
( لوقا ٣/٢١-٢٢)
"أنت إبني الحبيب، عنك رضيت"
يقول بولس الرسول في رسالته إلى أهل روما :
"إنّ محبّة الله أُفيضت في قلوبنا بالروح القدّس الذي وُهب لنا" (روم ٥/٥ )
ما هي نتائج الفيض الكبير للروح القدّس.
لنتصور أنّ قلبنا وعاء للروح القدّس، فإذا كان قلبنا ممتلئاً بالمحبّة أو بالروح حتى أنّه ليطفح، فإنّ المحبّة التي فيه ستبغي أن تفيض بإتجاهين : نحو الله ونحو القريب.
أ- فيض المحبّة نحو الله: موهبة التكلم باللغات.
إنّ الله هو الذي يَهب الروح والمحبّة، فنشعر بالفرح حقاً.
نريد أن نُسبّح هذا الإله العجيب الذي هو إلهنا، ونريد أن نشكره.
ولكن حينئذ ستنقصنا الكلمات، ولا نعلم ما نقوله له.
آنذاك... "يأتي الروح القدّس لنجدة ضعفنا لأنّنا لا نُحسِن الصلاة كما يجب، والروح نفسه يشفع لنا بأنّات لا توصف"
(روم ٨/٢٦ )
إنّ موهبة التكلم باللغات كما نفهمها هنا، ليست موهبة الوعظ بلغة مجهولة يفهمها جميع الناس كالتي ذُكرت في أعمال الرسل وليست موهبة نبوءة، إذّ تُقدّم رسالة من قبل الله وقد أعطيت باللغات وتحتاج إلى ترجمة كما الحالة هي في الرسالة الأولى إلى أهل قورنتس(١٤/٢٦-٢٨).
إنّ موهبة التكلّم باللغات هنا هي بالأحرى موهبة تسبيح الله، أو موهبة شفاعة عندما تنقصنا الكلمات ولا نعلم ما نقول.
إنّ الطريقة الحسنة لشرح هذه الموهبة وردت في رسالة القديس بولس إلى أهل روما :
"لم تتلّقوا روح عبودية لتعودوا إلى الخوف، بل روح تبنٍّ به ننادي: أبَّا، أيها الآب "
(روم٨/١٥)
تصّوروا طفلاً نحو السنة من عمره بوسعه أن يُعبرّ، ولكن لا يستطيع بعد أن يُبلّغ أفكاره بالكلام، إنّه يتكلمُ لغة الطفل.
هكذا موهبة التكلم باللغات هي تمتمّة حقاً، لغة إبن الله الذي يكلّم بها أباه السماوي، والله يفهم كل ما يُقال له.
إنّه يعلم عندما نسبّحه أو نتوسّل إليه، ولو كنّا نحنُ أنفسنا لا نفهم ذلك.
إنّ موهبة الصلاة باللغات هذه المتدفقة من قلب يطفح بالمحبّة لله، يُمكن أن تعبّر في بعض الأحيان على أنّ الروح القدّس قد إمتلك حياتنا حقاً.
كانت موهبة التكلم باللغات سبب قلق للكنيسة في قورنتس، لأنّها سبب التشويش في أثناء العبادة،
والتكلم باللغات موهبة صحيحة من مواهب الروح القدّس، ولكن المؤمنين في قورنتس إستخدموها علامة التفوّق الروحي أكثر منها وسيلة للوحدة الروحيّة.
يضع مار بولس عدة نقاط عن التكلم باللغات :
١- إنّها موهبة روحيّة من الله
( ١ قور ١٤/٢).
٢- إنّها موهبة مرغوبة حتى لو لم تكن مطلباً أساسياً للإيمان
( ١ قور ١٢/٢٨-٣١ ).
٣- إنّها أقل أهميّة من النبوءة والتعليم "فالذي يتكلم بلغة مجهولة يبني نفسه، وأمّا الذي يتنبأ، فيبني الكنيسة.
إنّني أرغب في أنّ تتكلموا جميعاً بلغات مجهولة، ولكن بالأحرى أن تتنبأوا.
/الخوري جان بيار الخوري/