بصوت الخوري جان بيار الخوري :
كان هؤلاء الأبطال من الكبدوك قواداً في فرقة رومانية، تحت قيادة ليسياس الوثني.
ولمّا إجتمع الجيش في سيبسطية بأرمينيا لتقدمة الذبائح للأوثان، إمتنع هؤلاء الأربعون عن الإشتراك في تلك الذبائح.
فإستدعاهم الوالي أغركولا وأخذ يحقّق معهم فإعترفوا بأنهم مسيحيون.
فأمرهم بان يضحّوا للآلهة.
فأبوا.
فقال لهم : "ضحوا للآلهة فيعظم شأنكم، وإلاّ تجرّدون من مناطق جنديتكم".
فأجابوا :
"خيرٌ لنا أن نخسر مناطق جنديّتنا ولا نخسر يسوع المسيح إلهنا".
فأرسلهم إلى السجن، حيث قضوا الليل بالصلاة.
فظهر لهم الربّ بغتة يشجّعهم ويقويهم على الثبات حتى النهاية لنيل إكليل الشهادة.
وفي اليوم الثاني، أخذ الوالي يتملّقهم فلم ينل منهم مأرباً.
فأمر بإعادتهم إلى سجنهم.
وجاء قائدهم ليسياس يسعى في إستمالتهم، فلم ينجح.
فتهدّدهم بنزع مناطقهم.
فأجابه احدهم كتديوس :
"إنتزع مناطقنا فإنك لا تقدر أن تزحزحنا عن محبة المسيح".
فحنق وأمر فضربوهم بالحجارة على وجوههم، فكانت الحجارة تعود إلى الضاربين.
فأمر الوالي بأن يطرحوهم في بحيرة قد تجلّد ماؤها.
فكان يشجّع بعضهم بعضاً قائِلين :
"نزلنا أربعين إلى الماء، سنذهب أربعين إلى السماء".
غير أنّه ، لشدّة البرد فرغ صبر أحدهم، فخرج من الماء ودخل حماماً، فخارت قواه ومات.
فحزن الشهداء لكنهم تشدّدوا بالصلاة والعون الإلهيّ.
وبغتة رأى أحد الحرّاس نوراً ساطعاً وإذا بملائكة يحملون أكاليلَ لرؤوس التسعة والثلاثين شهيداً.
فدهش من هذا المشهد العجيب وحرٍكت النعمة قلبه، فصرخ برفاقه : أنا مسيحي!
ورمى ذاته في الماء.
فنال الإكليل الذي خسره ذلك الجبان المسكين.
فأصبح الشهداء، كما تمنَّوا، أربعين شهيداً.
وكان ذلك في التاسع من شهر آذار سنة ٣٢٠.
فالكنيسة الشرقيّة تفاخر بهؤلاء الشهداء وتقدّمهم خير مثال لأبنائها، ولا سيما للشبان إقتفاءً لآثارهم في بطولة الإيمان والمحبة والتضحية بكل شيء في سبيل المحافظة على المبادئ القويمة والآداب السليمة.
صلاتهم تكون معنا. آميـــــــن.
#خدّام الرب