وُلدت أغِنس في روما وكان والداها من الأشراف الأتقياء، عَنيا بتربيتها تربية مسيحية صالحة.
وكانت تقواها تزيد في بهاء جمالها الرائع.
وما بلغت الثالثة عشرة من عمرها، حتى إشتعلت بنار الغيرة على الإيمان القويم فردَّت إليه فتيات كثيرات من الوثنيات.
ورآها يوماً بروكوب إبن والي المدينة فأغرم بجمالها.
فأخذ يراسلها راغباً في خطب ودَّها.
فقالت أنها مخطوبةٌ لعريس سماوي ولا ترضى عنه بديلاً في الأرض.
فتأثّر الشاب إلى أن مَرِض، وَنِحل جسمه، فكاشف أبوه الوالي بأمره.
فآستحضر الفتاة أغنس وأخذ يتملّقها لترضى بالزواج من إبنه فأبت، فأمرها بالسجود للأصنام فإزدرت بأصنامه.
فغضِب وأمر بأن تساق عريانة في الشوارع عرضةً للعار والهوان فأخذت البتول تصلّي.
فما وصلت إلى المكان المعدِّ لإذلالها، حتى أحاط بها نور سماوي يبهر الأبصار، فكان كل من يدنو منها يرتدُّ خائفاً حتى إبن الوالي نفسه.
عندئذ أخذ كهنة الأوثان يهيِّجون الشعب ويصيحون: فلتُقتَل أغنس الساحرة ولتحرَقْ هذه الماكرة المجدِّفة على آلهتنا.
فأضرموا ناراً وطرحوها فيها وهي تصلي فأخمد الله حدَّة النار وقامت البتول سالمة.
فإزداد الوثنيون هياجاً لإنخذالهم أمام تلك الفتاة، ولما يئسوا منها ضربوا عنقها ففازت بإكليل الشهادة في سنة ٣٠٤.
وتراءت لأهلها ذات ليلة، ومعها رهط من العذارى بحُللهنّ البيضاء، وهي تتلألأ بالنور وقالت لهم :
"كفوا عن النوح والبكاء وتعزَّوا وافرحوا معي لأني راتعة بحياة المجد السماوي".
صلاتها معنا. آميـــــــن.
#خدّام الرب