وُلد سيبستيانوس في مدينة تاربونا – إيطاليا ، من والدين مسيحيَّين تقيَّين.
ولما شب مضى إلى روما ودخل في الجندية في عهد الملك كارينوس، لكي يتمكن من مساعدة المسيحيين، بأكثر سهولة.
وثِق به الملك فرقّاه، وجعله رئيساً للفرقة الأولى الملكيّة.
وبما أنه كان جندياً أميناً للمسيح، دأب في مساعدة المسيحيين، متفقِّداً المحبوسين منهم، ومشجعاً الضعفاء، ودافناً الشهداء.
وقد ردَّ كثيرين من الوثنيين إلى الإيمان بالمسيح.
وإشتهر بهذه الأعمال المجيدة، حتى لقَّبه البابا كايوس بمحامي الكنيسة.
ولما أثار الملك الإضطهاد على المسيحيين، قبضوا على سيبستيانوس وعلى فارسَيْن رومانيَّين أخوَين هما مرقس ومرشلينوس، لأنهما لم يضحِّيا للأصنام.
عندئذ ظهر المخلّص محاطاً بنور سماوي، ومعه سبعةُ ملائكة.
فدُهِش الحاضرون من هذا المشهد العجيب.
فآمن كاتب المحكمة وستون شخصاً، بل آمن والي المدينة أيضاً ، وجعل بيته معبداً يجتمع فيه المؤمنون لصلاة، وإستُشهد معظمهم.
إستشاط الملك غيظاً، وأمر أن يُشدَّ على خشب، ويُرشق بالسهام، فبدأ الجند يرمونه بالنبال حتى أثخنوه جراحاً، وجرت دماؤه سيلاً.
فظنّوه قد مات، فتركوه ومضَوا.
فأتت إيرينا التقيّة أرملة الشهيد كالستولوس ليلاً، فأخذته إلى بيتها، وإعتنت به أياماً حتى إندملت جراحه.
فأشار عليه أصدقاؤه بأن يختبىء، فأبى إِلاَّ الظهور، ومضى ينتظر قدوم الملك إلى الهيكل، فتصدَّر السلَّم ولما وصل الملك قال له :
"مولاي، إن كهنتكم يخدعونكم بقولهم: إِن النصارى أعداؤكم. وهم يصلُّون لأجلكم ومن أخلص المواطنين للمملكة".
فدهش الملك، إذ رآه حياً، وإغتاظ من كلامه.
فأمر به فضربوه بقساوة وحشيّة حتى أسلم روحه الطاهرة بيد خالقها مكلَّلة بغار الشهادة سنة ٢٨٨.
صلاته معنا. آميـــــــن