زميلان في الدراسة الثانوية والجامعيّة أيضًا.
كانا صديقين حميمين، وكانا في طريقهما إلى مستقبل يبشّر بالخير والنجاح.
درسا القانون ومهنة المحاماة، ونالا الإجازة الخاصة بالمحاماة معًا، ثم إنصرف كل منهما إلى عمله بنشاط.
حصل الصديق الأول على تقدم وترقية بعد أعوام، وسقط الثاني فريسة الخمر والقمار، وطرد من الوظيفة التي عُيّن فيها.
وفي يوم ألقى رجال الأمن القبض على هذا الأخير بمخالفة للنظام، وكسرٍ للقوانين، وقدّم للمحاكمة أمام القضاء.
ويا للمصادفة، لقد كان القاضي ذلك الزميل الذي نجح في حياته، وكان صديقًا ودودًا، وزميلًا منذ أيام الدراسة.
كان المحامون المكلّفون بالدفاع والإدّعاء يعلمون بتلك الصداقة الحميمة التي تربط القاضي بالمتّهم.
ولذا كانوا ينتظرون حدثًا جديدًا، ويتساءَلون قائلين: ترى كيف سيوفّق القاضي بين تطبيق القانون، وإحترام الصداقة؟! هل سيحكم على صديقه، أم سيعفو عنه؟ ووقف الجميع أمام القاضي وتليت وقائع الدعوى، وتقدم المحامون بالإدعاء والدفاع، وجاء دور القاضي.
يا لدهشة الجميع! لقد حكم القاضي على صديقه وزميله بأقصى عقوبة ماليّة، وهو يعلم أنّ القانون يعطيه الحق بتخفيف العقوبة إلى النصف.
وبعد أن اصدر القاضي حكمه أخرج من جيبه المال الكافي لتسديد العقوبة نيابة عن صديقه، وحرّره فورًا.
العِبـــــــــــــــــــرة
هذا تمامًا ما فعله الله.
حكم بأقصى عقوبة على البشر الخطأة ولكنه قام هو نفسه بتحمل عقاب الخطية على الصليب.
نلتقي غداً بخبريّة جديدة
#خبريّة وعبرة
/الخوري جان بيار الخوري/