بصوت الخوري جان بيار الخوري :
وُلدت لوسيَّا في جزيرو صقلية.
مات أبوها وهي طفلة، فرَّبتها والدتها أوتيكا على مبادئ الدين المسيحي فتزيّن جمالها الطبيعي بحلية الحشمة والطهارة المسيحية ونذرت بتوليتها للّه.
وقد فطرت على محبة الفقراء.
ولما حان وقت زواجها، خطبتها أمها لشاب حميد الصفات كريم الأخلاق ، لكنه وثني.
أما هي فكانت تحاول تسويفه وإبعاده.
وبينما أمها تهمُّ بزفاف إبنتها أصيبت بنزيف عجز الأطباء عن شفائها.
أقنعتها لوسيَّا بزيارة ضريح القديسة الشهيدة أغاثا حيث جثتا تصليان بكل حرارة وتستغيثان بشفاعة القديسة.
فظهرت القديسة في الحُلم للفتاة لوسيَّا وشفت أمها حالاً.
وعادتا إلى سيراكوزا وقلبهما يفيض فرحاً وشكراً لله.
وإتفقتا على بيع أملاكها وحُلاها وتوزيع ثمنها على الفقراء والمعوزين.
ولمَّا علم ذلك الشاب خطيب لوسيا بما كان وشى بها إلى حاكم المدينة باسكاسيوس أنها مسيحية.
فكلّفها العودة إلى خطيبها وتقديم الذبيحة للآلهة فرفضت.
فأمر الحاكم بأن تساق إلى محل الفحشاء لتُفسد بكارتها، فصلَّت القديسة إلى الله، فلم تمتد إليها يدٌ أثيمة.
فظنَّ الحاكم أنّ ذلك فعل سحر.
فأمر بأن تُدهن بالزيت والزفت وبإشعال النار حولها لتحترق، فقالت له :
" تفنَّن ما شئت في عذابي، فإني لا أخاف عذاباً أو موتاً، لأن الموت لي حياة به أتحد بيسوع المسيح ربّي وإلهي".
عندئذ أمر الحاكم بقطع رأسها.
وقبل تنفيذ الحكم، تنبأت بأنه سوف يكفُّ الله الإضطهاد عن المسيحيين بعد موت ديوكلتيانوس.
وشجعتهم على الثبات في إيمانهم حتى الموت.
فتمت شهادتها سنة ٣٠٤.
وقد تمت نبوءتها بالفعل يوم جلس قسطنطين الكبير على عرش المملكة سنة ٣١٢ وحرّر الكنيسة من ظلم المضطهدين.
صلاتها معنا. آميـــــــن.