كان القديس برلام ناسكاً في الهند بعهد الملك إبنير الذي كان يبغض المسيحيين ويضطهدهم وكان حزيناً لأنه لم يكن له ولد، فرزقه الله إبناً أسماه يواصاف، خاف عليه من أن يعتنق مذهب النصارى فوضعه في قصر تحت المراقبة الشديدة.
ولمَّا شبَّ الغلام، وعرف أنَّ أباه خائف عليه من إعتناق الدين المسيحي، رغب في أن يقف على حقيقة هذا الدين.
فألهم الله الناسك برلام الذي تمكن من الدخول على يواصاف بهيئة تاجرٍ، وشرح له قواعد الدين المسيحي فأعجب بتعاليم الإنجيل السامية وإعتمد ونبذ عبادة الأوثان.
فعرف أبوه بتنصُّره وإغتاظ جداً.
فأرسل إليه نساءً ليفسدن قلبه، فلم ينلن منه مأرباً.
ولمَّا رأى أبوه ما إتَّصف به إبنه من أخلاقٍ شريفة ومبادئ سامية تلقَّنها من ذلك الفيلسوف الناسك تركه وشأنه.
ثم أعطاه قسماً من مملكته، فأخذ يبشِّر بالإنجيل وجاء الأساقفة والرهبان يساعدونه في التبشير فكثر عدد المسيحيين في مملكته، حتى أنه جذب أباه نفسه إلى الإيمان بالمسيح فإعتمد هو وجميع من هم تحت سلطانه.
وبعد أربع سنوات توفي أبوه تاركاً له كلَّ ما يملك.
غير أنَّ يواصاف سلَّم المملكة إلى رجل مسيحي إسمه باركياس، وذهب إلى برِّية برلام أبيه الروحي، حيث إنصرف إلى النسك والصلاة.
ولما بلغ الستين سنة من العمر، رقد بالرب سنة ٧٤٠.
صلاته معنا. آميـــــــن.
وفي هذا اليوم أيضاً :
تذكار القديس يعقوب المقطع
كان مسيحياً من شرفاء بلاد فارس، فقرَّبه يزدجرد الملك من بلاطه وأولاه أشرف المراتب.
ألزم الملك جميع المسيحيين بأن يقدموا الذبائح للشمس والكواكب.
فكان حظ الكثيرين إكليل الإستشهاد، غير أنّ بعضهم خافوا وكفروا بإيمانهم، ومنهم يعقوب هذا الذي إنصاع لأمر الشاه، فكفر وقدَّم البخور لآلهة المملكة.
فبلغ الخبر أمه وزوجته، فكتبتا إليه رسالة مليئة بالعتاب والأسف والدموع والتوسّل إليه لكي يرجع عن غيّه.
فكات لتلك الرسالة تأثيرها العميق في قلب يعقوب.
فأسرع إلى سرادقه وتناول الإنجيل وبدأ يتأمّل في تعاليمه السامية ولا سيما بهذه الآية :
"من آمن بي وان مات فسيحيا" (يو ١١: ٢٥).
وخرج إلى الشوارع ينادي :
"أنا مسيحي أنا مسيحي".
فأخذ الملك يوبِّخه على جسارته هذه ويتهدَّده بالموت.
فأجابه بكل جرأة أنه عن إيمانه لن يحيد.
فغضب الشاه وأمر بأن يُقطّع إِرباً.
فقطَّعوا أولاً أصابع يديه ورجليه واحدةً واحدة، ثم قطعوا يديه ورجليه ثم ساقيه وذراعيه وهو صابر يشكر الله حتى تعجّب الحاضرون من شجاعته.
وأخيراً قطعوا رأسه فتكلّل بالشهادة وكان ذلك يوم الجمعة سنة ٤٤١.
صلاته معنا. آميـــــــن.