لسماع التسجيل أضغط على الرابط التالي :
كان القديس أرتيموس من أنطاكية ومن الرجال العظام الذين قاموا بالأعمال المجيدة في المملكة الرومانية أيام قسطنطين الكبير الذي قلَّده رتبةً عالية في الجندية تسمَّى "أفُغُستي" وهو لقب كان يعطى لمن تقلَّد ولاية مصر.
غير أنّ أرتيموس لم يكن ليحتفل بأمور الدنيا وأمجادها، بل كانت هذه كلها تصغر في عينيه، إزاء مجد الله وسعادة الأبد.
ولما مات الملك قسطنطين وتولَّى أولاده الملكَ، إعتزل أرتيموس وظيفته وجاء فسكن أنطاكية، ممارسأً الفضائل المسيحية، على أكمل وجه، يحثُّ المؤمنين على التمسك بأهداب الدين القويم ويشجعهم على الدفاغ عن الإيمان بالمسيح في خوضهم غمرات الإضطهاد، ويساعد المساكين والفقراء وينصر الضعيف على القوي الظالم، سالكاً مسلك الأنس والوداعة مع الجميع.
ولمَّا كان يوليانوس الجاحد، مضطهد المسيحيين ذاهباً بعسكره إلى محاربة الفرس، ومرَّ بأنطاكية ألقى القبض على أرتيموس الذي أصبح شيخاً وقوراً، وأمره بأن يشترك في ذبائح الأوثان، فأبى وجسر على الملك، موبّخاً إياه على تنكيله بالنصارى وعلى شراسته وضلاله.
فإستشاط الملك غيظاً، وبدلاً من أن يوقِّر تلك الشيخوخة التي إبيضَّت في خدمة المملكة، أسلمه إلى رعاع الجند فإنقضوا عليه إنقضاض الكواسر وأخذوا يضربونه بالمجالد حتى سقط مغشياً عليه، فضُرب عنقه وتكلّل رأسه بغار الشهادة سنة ٣٦٣.
يدعى بالسريانية المُسَلَّط وهو اللقب الذي قلّده إياه الملك قسطنطين الكبير.
صلاته معنا. آميـــــــن.